منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 04 - 2018, 07:52 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,713

إله مصلوب


في كل مرة كنت بشوف صورة للصليب كان بييجي في بالي اسئلة كتير ببقى عايز اسألها لربنا وهو في الوضع ده ..

كنت دايماً بسأله "ليه ؟"
ليه كل ده؟ ليه البهدلة دي؟ وكانت ليه كل الرحلة المُهينة دي من البداية ..
الموضوع فعلاً صعب .. الله خد جسم بشري عاش بيه.. ومات وهو شايل في جسمه ده كل وجع البشرية.. مين يصدقها! ومين اصلاً ييجي في باله أن الله ممكن يتنازل اوي كدة!
ده حتى ابليس مفهمش .. متخيلش أن الله ممكن يحب البشر للدرجة دي.. حتى البشر نفسهم لحد النهاردة كتير منهم مش مصدقين.. مستصعبين الله يعمل كدة..
أنا نفسي دماغي مش جايبة كل الموضوع.. منطقي البشري وقف عاجز قدام "ضعف الله الاختياري"..

بس لما فكرت شوية قولت ما يمكن الصورة صعبة عشان أنا متعود على صورة الآلهة البعيدة اللي ماليها الكبرياء.. متربي في عالم يعبد القُوة وبيرتاح في صورة الإله المعتزل الغامض البعيد عن خليقته.. يمكن فكرة إله مُحب مُضحي بالشكل ده تستحق اقف قدامها شوية ..

وفعلاً مع الوقت ابتديت أشوفه في يسوع ان الله كان غير خيالي وتوقعاتي تماماً.. شُفت عظمة من نوع تاني وبمقاييس مختلفة عن البشر..

شُفت عظَمة الله في حبُّه مش في كبريائه .. حُبه "المُكلّف" مش مجرد الشفقة من بعيد لبعيد.. حُبه اللي خلاني اتطمنلُه وأقربلُه بحُب مش وانا خايف زي زمان..

شُفت في الصليب إله من كُتر حُبه "ماستكترش" نفسه على خليقته، لدرجة ان لما كان مصيرهم الموت قرر هو ياخده بدالهم.. شفت إله قرر يسيب سماواته وينزل للارض -مش عشان حتى يعيش ملك ولو انها اهانة له برضة- لكن يعيش بيخدم وفي الاخر يموت مصلوب..

حد مرة لخّصها في جملة بسيطة جداً
Because of his love.. God became killable.
بسبب حبُه .. اصبح الإله قابل للموت.

إله بيحب لدرجة تِربك العقل .. تاخد سنين تحاول تفهم عُمق وصدق الحب ده وماتكتفيش..

في مرة كنت بتناقش مع صديق مُلحد ولما شرحتله فكرة الصليب وقد ايه الله حَب البشر للدرجة دي؛ فاكر رد عليا بجُملة مش قادر انساها لحد دلوقتي.. قالي كدة
“It’s too good to be true..”
الفكرة جميلة جداً لدرجة انها ماينفعش تكون حقيقية..

وبصراحة كان ممكن اوافقه لو كانت دي فعلاً مجرد فكرة او فلسفة.. وكنت هافضل شايفها خيال او اجتهادات عن الله لو فعلاً يسوع مكنش جه.. بس بمجرد ظهور يسوع في التاريخ وصلبُه وقيامته، الموضوع اتحول تماماً من مجرد فكرة وبقى قائم تماماً على شخص.. شخص حقيقي جه عاش في الارض واثبت حضوره فعلياً.. ماينفعش تجادل في فكرة اقتناعك بوجوده أو لأ، لانها مش اراء دي "حقيقة".

شخص يسوع أو زي ما الكتاب وصفه "الله الظاهر في الجسد" يثبتلك قد ايه الله قريب اوي من البشر.. الله اللي فوق الزمن اخترق التاريخ وعاش فيه كإنسان.. الله الغامض لناس كتير كشف عن نفسه باكتر طريقة ممكن نفهمها.. بانه بقى إنسان، انسان بجد.. مجرب كل وجع وحزن وتعب ممكن حد يعدّي فيهم، لدرجة ان الكتاب سمّاه كدة "رجُل أوجاع".
ماشوفتش إله بيحب خليقته وحابب يقربلهم بالشكل ده..

طب والاسئلة البديهية..
ازاي الله يبقى انسان... ازاي يتولد.. ازاي يموت... ازاي يرضى بكدة ويسكت ... ازاي .. ازاي ..!
الطريقة معرفهاش.. ازاي خد جسد وداق الوجع البشري.. ازاي جرب الموت وهو الذي لا يموت.. صدقني معرفش الطريقة.. الmechanism ايه مش قادر اتخيله.. ومش مُطالب اني اكون مُلم بكل ابعاده، بس اللي اعرفه أنه الله لو عاوز يعمل كدة هايعمل.. مش مستحيلة عليه يعني.. بطريقته وقدرته الإلهية هايتصرف ويعملها..
والدافع ايه ورا كل ده.. ؟! حاجة واحدة بس.. الحُب.

ودي عظمة الله بجد.. انه بيحب وبيقرب وبيضحي حاجات كتير تفوق العقل في سبيل اللي بيحبهم..
إله يتحب ويتعاشر الابدية من غير خوف ومن غير زهق.. لان زي ما بيقولوا الحُب بينسّي الوقت.. والله حبه مابيخلصش..
إله تطّمنله وتضمن انه عمره ما يفكر في اذى أو شر ليك، بالعكس ده الوحيد اللي لو خيّروه بين اذاك وبين الموت يختار الموت .. وهو فعلاً اختاره عشانك قبل كدة ..

واخيراً.. وبسبب يسوع مبقاش في دلوقتي مجال للتخمين أو التخيل هو الله بيحب البشر ولا لأ.. لأن القضية اتحسمت خلاص في الصليب، الله بيحب البشر.. لدرجة الموت..

فا الموضوع بالنسبالي اتحول من مجرد “Too good to be true”
لـ “Too good, and because of Jesus it’s true”

#إله_مصلوب
#عظمة_من_نوع_تاني
#Too_good_and_true
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما بين "أسلوب يسوع" و"أسلوب التّلميذ والكنيسة"
لماذا أنت مصلوب ؟
بات مصلوب
يعترض البعض بأن أسلوب الرسالة (با6: 1- 72)، ليس أسلوب إرميا
بار مصلوب


الساعة الآن 10:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024