الرجوع إلى الفردوس(خميس العهد )

[walaa farouk]

(الرجوع إلى الفردوس) (هذا هو اليوم الذي صنعه الرب)

لم يقل الرب (أن كل شيء قد أكمل) دون أن يؤسس أعظم سر للإنسان وهو سر العودة إلى الفردوس!!

أرجو أن تفهم جيداً ما أقول لأنك إذا إستوعبت عظم هذا السر، سوف لاتَحرم نفسك منه أبداً..
في بداية الأمر أخطأ أبونا آدم وأمنا حواء بأكلهم من شجرة معرفة الخير والشر،، لرغبتهم في معرفة كل شيء إلهي (الكبرياء)، وقال الرب الإله: "هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.
(وهذه الجملة تهكمية من الله ... عتاب لآدم بأنه قد خالف الوصية ولم يحصل أيضاً على رغبته في أنه يكون مثل الله))... وَاْلآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ". فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الاِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنِ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي اُخِذَ مِنْهَا. فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ عَدْنِ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ الْحَيَاةِ) (تك 3: 22-24)
حال الله دون أن يأكلوا من شجرة الحياة ويعيشوا للأبد!! ومن المؤكد أن معظمنا يفهم أن الله قد يكون فعل هذا لئلا يعيشوا إلى الأبد، ويصبحوا مثله، أو قد نفهم أن الله لا يريدهم أن يحيوا إلى الأبد!!
أتعتقد فعلاً أن هذا يقلق الله، أن يأكل آدم وحواء من شجرة الحياة؟

ما يقصده الله من ألا يأكل آدم وحواء من شجرة الحياة هو أنهم مازالوا في الخطية ولم يتوبوا عنها.

. وإذا أكلوا من شجرة الحياة سيحيوا إلى الأبد حقيقةً، ولكن في جهنم.. في الخطية!!

يرجع قلق الله إلى حبه للإنسان، ليس خوفاً أو قلقاً من أن يساويه في الألوهة أو الحياة إلى الأبد،،

لذلك وضع الله كاروبيم بسيف ناري متقلب... ليس إلا لحمايتنا من الحياة للأبد في الخطية...
أخي المؤمن، السيد المسيح يفسر اليوم هذه الآية : اليوم حل اللغز.. فك الشفرة..

(ربنا بيقولك إن شجرة الحياة- التناول- متاحة لكَ ولكِ)!! أي إذا أكلت،

ستحيا إلى الأبد، أما الكاروبيم و السيف الناري فلكي يقطع منك الخطية ويطهرك بالنار...
فالنار هي الأسرار التي يصليها الكاهن في القداس ... و (( متقلب )) أي هو يصلي من ناحية، وأنت تصلي صلوات التوبة من الناحية الأخرى لكي نتطهر... فهذا السيف هو لفائدتنا، والكاروبيم موضوع لحمايتنا وليس لإخافتنا..
لأجل المسيح تناول، تناولي... ولا تضيع عليك هذه الفرصة.