رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- فحملني الروح و أدخلني إلى الدار الداخلية.حز43 : 5. هكذا تبدأ النبوات مع بدء الأحداث الفعلية للصليب حيث لا جدوى من الإعتماد على الذات.أترك للروح نفسك فيحملك فتدخل أعماق المحبة الإلهية.يحملنا روح الله القدوس فنتخطى شكوك العقل إلى حيث نجد الإله مصلوباً.من هذه اللحظة لندع أنفسنا للروح لئلا تغيب عنا أعظم حقيقة على الأرض و هي شخص المسيح له المجد. - من أجل هذا يحبني أبى.لأنني أحببتكم أكثر من نفسى فأخذت نفسي من نفسي و منحتها لكم و أخذتكم أنتم من الموت و منحتكم للحياة مع أبي.هذا ما يقوله الإبن لنا عن أبيه .إننا محمولين علي نعمة الروح القدس لكي يحضرنا لنفسه كعروس مقدماً نفسه مهراً للعروس.أوصاه أبوه الضابط الكل بأن يموت لأجلنا فقبل الوصية و دفع ثمن الطاعة.أترك نفسك للروح لأنه من غير النعمة نجعل أنفسنا طرفاً في الشقاق الذى حدث لليهود لسبب هذا الكلام.من لا ينال النعمة لا يصدق أن المسيح إله و إن صدق فهو لا يعقل أن الإله له أب و إن صدق فلا يدرك كيف يطلب أبوه أن يموت عنا و إن صدق يقف فارغ العقل لا يعى كيف يموت الإله.هؤلاء غير المحمولين بالنعمة نسبوا هذا الكلام للشيطان.قالوا عن قاهر الشياطين أن به روح شرير.ثم رد البعض مندهشين من إنكارهم قائلين و هل يقدر حتي الشيطان أن يفتح أعين العميان.لا يفتح أعين العميان سوى روح النور الأبدي.روح الله.يدخل بنا قدام أسرار الله في الدار الداخلية و يبتدأ يرشد و يبارك و يعلم.في الدار الداخلية التي ربما هي علاقة الأقانيم معاً .أو هي سر المحبة الإلهية أو هي لاهوت الإبن المتجسد أو هي خطة الخلاص في فكر المسيح أو أي دار داخلية تفوق عقولنا و خيالنا حيث يجب أن نقف مسلمين أنفسنا فنحمل على الأذرع الأبدية إلى هناك. - في الدار الداخلية دخل يسوع.دخل قلب إثنين.سمعان الفريسى الذى شفاه من البرص و إمرأة أخري شفاها من أوجاعها.حين يدخل الرب يسوع قلبنا نكتشف حقيقة أنفسنا مع من نقف. هل مع الفريسية نقف أم مع توبة صادقة من الدار الداخلية تسرى.نتعرف علي ما يجذبنا و إلى أين ننجذب.دخل المسيح بيت سمعان جاءت إمرأة و البيت ملآن.تخبط قارورتها فى الأرض الحجرية لتكسرها فإنكسرت.كلما أردت أن تدخل الدار الداخلية إكسر قارورتك.فالقلب المنكسر لا يرذله الله.إنتبه الجميع للمرأة التي تكسر القارورة.ضاع جمال القارورة لما إنكسرت.لا أدري هل إنجرحت أصابع تلك الرقيقة مع كسر القارورة أم إرتخت يداها من الإجهاد لكن رائحة الطيب ملأت المكان كله.فالقوارير المقفلة لا مسيح فيها و لا رائحته.أما المنكسرين فيدخل قلوبهم و ينثر عطر نعمته. - إنكسر قلب الكثيرين على القارورة حين إنكسرت. ليس لأجل المسيح إنكسروا بل من أجل أنفسهم حتي تحسروا من ضياع القارورة الثمينة بعد إنسكابها على رأس المسيح فلم تعد القنينة الفاخرة و لا الطيب الذى فيها.أخذوا المرأة جانباً يعنفونها.لماذا أضعت ثلاثمائة دينار هكذا من غير فائدة؟ ألم يكن أفضل أن نبيعه و نقدم به للفقراء عوناً.لم يكن المسيح قدامهم يستحق و لا حتي قارورة مكسورة.حين نستعظم علي المسيح أنفسنا يجب أن ننتبه فالعلة في القلب.تدخله شهوة و تخلق ما نظنه مكسباً أفضل أو بديلاً فننشغل عن الدار الداخلية و تنغلق أبوابها.تبدو كلمات الخداع لينة و هي سم الأفاعى.صوت إبليس.فلا تعنفوا المرأة هكذا دافع عن المرأة من أيدى المفترسين.التلميذ مغلوب من محبة المال و الفريسيين مغلوبين من محبة الذات وكل محبة غريبة تحجب المسيح عن القلب.لكن حامى المرأة الجميلة الرقيقة الإناء الضعيف التى كسرت إناءها لا يكتف بالدفاع عنها بل يأمر تلاميذه بأن يكرزوا بما فعلته هذه المرأة تذكاراً لها.ما أجملك يا يسوع حبيب الجميع و خصوصاً المرأة في مجتمع كان و ما زال يستهين بكرامتها أما أنت الحلو فقد إمتدحتها و جعلت تاريخها جزءاً من الإنجيل .طوباكي يا من فتح المسيح داره الداخلية و دعاكي فقبلتيه لأنك معه فتحت له دارك. تسكنين معه إلى الأبد. - أما الذي طمست عيناه و أغلق قلبه فلا شفاء له إذ ليس له دليل للرجوع.مجد الناس وهم.مجد المسيح حق.لا إنفتاح للقلب إلا لما ينكر مجد ذاته و يطلب مجد المسيح.إشعياء النبي رأي مجد الله لأنه ترك لله مجده فإنفتحت عيناه و رآه و تكلم عن المصلوب كأنه يعايشه في كل خطوة.حتي إحتسبه البعض تلميذ من العهد القديم.من يريد أن ير و يسبق الأزمنة يجعل مجد المسيح فى المقدمة و يتوارى.ينكر الذات و يعيش شركة الآلام.تنفتح له اسرار الدار الداخلية و ينبهر. - أنا و أبى واحد.هكذا أعلن الإبن الحقيقة.كل ما نصدق أنه للآب هو للإبن و كل ما هو كامن فى الآب ظاهر فى الإبن. من الإبن و بالإبن وحده نعرف الآب.ليس بين الآب و أبيه فارق في الزمن كأبناء الأرض.أو فارق في الكرامة كآباء الأرض.الآب و الإبن واحد من غير خلاف فى كل شيء.واحد في الجوهر.واحد في الأزلية.واحد في الأبدية.واحد في ألوهية واحدة.واحد في الروح القدس الواحد الذى هو في الإبن كما في الآب .الآب له نفس روح الإبن و الإبن له نفس روح الآب لأن الروح واحد لهذا الآب و الإبن واحد و الروح واحد فالثالوث واحد.هذه الحقيقة هي التي نستند عليها حين ندخل الدار الداخلية و نري كم تكلف أمر خلاصنا.المسيح لم يجعل نفسه إلهاً لكن الحقيقة أنه جعل نفسه إنساناً من أجلنا.و بوداعته يخاطب الناكرين لاهوته قائلاً أنا قلت أنكم آلهة.فإذاكان قد منح للبشر لقب آلهة و نحن عبيد فلماذا نستكثر علي الإبن أنه الله و هو الله بالحقيقة. - الإيمان الحى بالثالوث ينفعنا لنتأهل لرؤية و معايشة جمال شركة الطبيعة الإلهية.نؤمن بالإبن فنؤمن بالآب و ننال الروح القدس هذه هى شركة الثالوث على الأرض أما حين يتبدل الإيمان إلى عيان و نبصر مجد الإبن كمجد الآب و يقدمنا الإبن إلى أبيه لكي كما كنا للثالوث بالإيمان نكون بالعيان.ندخل فرح سيدنا.لا تكن للظلمة فينا موضعاً.ساعتها فقط نمتلك الإتحاد مع الطبيعة الإلهية التي صلي المسيح لكي ننالها من أبيه.لهذا من يؤمن بالمسيح لا يمكث في الظلمة لأن نور العالم حينئذ سيكون لنا هو بذاته نور الملكوت.فلنتمسك بصانع خلاصنا لكي لا نقع تحت حكم الدينونة بل به ننال الحياة الأبدية. |
|