|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا عَقَدَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ مَجْلِسًا، وقَالُوا: «مَاذَا نَعْمَل؟ فَإِنَّ هذَا الرَّجُلَ يَصْنَعُ آيَاتٍ كَثِيرَة! إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ بِهِ الجَميع، فَيَأْتِي الرُّومَانُ ويُدَمِّرُونَ هَيْكَلَنا وأُمَّتَنَا». فَقَالَ لَهُم وَاحِدٌ مِنْهُم، وهُوَ قَيَافَا، عَظِيمُ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة: «أَنْتُم لا تُدْرِكُونَ شَيْئًا، ولا تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا!». ومَا قَالَ ذلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، ولكِنْ إذْ كَانَ عَظِيمَ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة، تَنبَّأَ بِأَنَّ يَسُوعَ سَيَمُوتُ فِدَى الأُمَّة. ولَيْسَ فِدَى الأُمَّةِ وَحْدَهَا، بَلْ أَيْضًا لِيَجْمَعَ في وَاحِدٍ أَوْلادَ اللهِ المُشَتَّتِين. فَعَزَمُوا مِنْ ذلِكَ اليَوْمِ عَلى قَتْلِ يَسُوع. فَمَا عَادَ يَتَجَوَّلُ عَلَنًا بَيْنَ اليَهُود، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلى نَاحِيَةٍ قَريبَةٍ مِنَ البَرِّيَّة، إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى إِفْرَائِيمَ، وأَقَامَ فيهَا مَعَ تَلامِيذِهِ. التأمل: ” خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا!” كيف تكون امرأة رسامة ويديها في شلل كامل؟! انها ماري خوري التي استُهدفت برصاصة مباشرة في رقبتها وهي في ربيعها الثامن عشر العام 1983 في اشرس المعارك التي اجتاحت لبنان. تجيب ماري في كتاب “شظايا الورود” للكاتب طوني ضاهر: “بالاول وبعد خضوعي لتمارين أكيد صعبة، صرت ارسم خربشات، زعلت من حالي وعلى حالي لان الرسمات مش مكتملة، ركض ليي الاب جورج كرباج وقلي بدي علّق خربشاتك بمعرض لان الايدين لـ عملت هالخربشات قادرة تعمل احسن بعد، شجعني ونفخ في روح الشجاعة تـ كفّي بحلمي وهيك صار، وبلّشت درجة درجة نقطة نقطة ودرست بالمعهد وتخرجت بعد تلات سنين، تعذبت كتير بس يسوع كان على طول معي ومرافقني”، وهكذا صارت ترسم بالاكواريل خربشاتها اللذيذة الممتعة الالوان التي صارت تُعلق في المعارض ويقولون “رايحين ع معرض ماري خوري”، وها هي تجلس أمام عيون الناس وتوقّع النسخة الاولى من كتابها “حكايتها”. ماري التي أصيبت بشلل كامل في اليدين والساقين، وبعد معاناة طويلة في المستشفيات أصبحت من بين معوقي بيت شباب، جعلت من الحياة انشودة حياة، قالت لا للتراجع للاستسلام، انا ابنة المسيح بالقيامة، ” كنت بدي كون مهندسة بس الحياة هندستلي غير طريق وانا تحايلت عليها واخترت لحالي طريق تاني يوصلني على انتصاراتي الشخصية” في بلادي ألوف وألوف من الشهادات البطولية، من أبرار وأبرياء وأتقياء بذلوا الغالي والرخيص منذ ١٥٠٠ سنة ساروا درب الجلجلة، في كل بقعة من هذا الشرق، في لبنان، وسوريا في العراق ومصر… الذين يواجهون باللحم الحي مشروع إبادة لا يتحمله إلا من يحمل صليبه في كل يوم ويتبع يسوع… كم من أيّوب صبر وانتصر في جبال لبنان؟ كم من أيوب لا زال يحتمل الجلد والصلب “والتعيير” والنبذ وشتى أنواع الاساءات والإهانات والذمية في الأحياء والأزقة والشوارع؟ كم مِن أيوب في مصر يفرش جسده على الارض مضرجاً بدماء الشهادة فقط لانه من أتباع الصليب، من أمة الصليب؟ كم من أيوب في سوريا أقتلع من أرضه لأنه من أتباع المسيح؟ كم من أيوب في العراق قطعت أنفاسه ليربح قاتليه حوارٍ في جنةٍ موعودة في الآخرة؟… لكن إرادة الحياة أقوى من الموت، إرادة الحياة قيامة مستمرة في كل زمان ومكان، هي أنشودة جميلة على لسان كل “أيوب” تمتلكه “روح” المسيح، كما تقول ماري في أنشودة انتصارها: … لقد رقصوا حول جثتي ونفخت الملائكة من جديد الحياة في داخلي لاستعادة حق الحياة من أجل الحياة. النصر ارتسم وانتصر على الالم، اجتزت كل تلك الطرقات الطويلة وانا انير الكون واضيء الوجود، وعندما تكمّشت يدي بيد الله آمنت بما انا عليه فانتصرت” |
|