رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وصلنا إلى الأحد الخامس من رحلة الصوم المقدس: (أحد المخلع)، أو مفلوج بيت حسدا. كثيرون قد تناولوا الحديث عن قصة المفلوج ومرض الخطية الذي أقعده ثماني وثلاثون سنة مريضاً، ينتظر تحريك الماء والشفاء ... ولكن اليوم سوف أتناول معكم مفهوم أود أن أوضحه، وهو (« هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فَلاَ تُخْطِيءْ أَيْضاً لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» (يو 5) هل تلاحظ هنا كلمة (أَشَرٌ)؟ معناها الحال الذي كان فيه هذا الرجل هو شر، وأنه لو أعاد تكرار الخطية سوف يصاب بأشر!! كثير منا يفكر بأن الله يقصد (إنني عاقبتك بهذا المرض نتيجة لخطيتك، ولو كررتها مرة أخرى، سوف يكون العقاب أشر مضاعفةً). أحبائي، الله هو صانع الخيرات، هل هو الذي صنع الشر لهذا الإنسان؟ وهل الله يتوعده بأنه سوف يصاب بأشر أكثر وأكبر من هذا الشر إذا رجع للخطية؟؟ هل تتفق معي أن الظلام هو إختفاء النور؟ إذاً الشر هو إختفاء للخير! هل خلق الله الظلام؟؟ يقول سفر التكوين أن الله خلق النور... ولم يقل أن الله خلق الظلام!! وهل معنى هذا أن الله يعاقب على الخطية بالمرض؟ وعليه إذاً سوف يصبح كل المرضى مضروبين من الله بسبب خطاياهم، والأصحاء فقط هم الأبرار... نجد في سفر أيوب إجابة لهذه القضية التي حيرت الكثيرين، والتي وقع فيها أناس كثيرون حتى من الذين يفسرون الكتب، أيوب بعدما إتهمه أصحابه وشخصوا حالته بأنه توجد فيه خطية، وهي التي أدت به إلى هذا الخراب، («فَأَجَابَ أَلِيفَازُ التِّيمَانِي: هَلْ يَنْفَعُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ بَلْ يَنْفَعُ نَفْسَهُ الْفَطِنُ! هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَدِيرِ إِذَا قَوَّمْتَ طُرُقَكَ؟ هَلْ عَلَى تَقْوَاكَ يُوَبِّخُكَ أَوْ يَدْخُلُ مَعَكَ فِي الْمُحَاكَمَةِ؟ أَلَيْسَ شَرَّكَ عَظِيماً وَأَثَامُكَ لاَ نِهَايَةَ لَهَا! » ) (أي 22) نجد الله في آخر القصة يظهر لأيوب، ليوضح لهم حل القضية وتصحيح المفاهيم، (وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبَّ مَعَ أَيُوبُ بِهَذَا الْكَلاَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التِّيمَانِي: ]قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَ الْصَّوابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ.) (أي 42) أخي الحبيب، إن إلتجائنا للخطية يغيب نعمة الله عنا (غياب النور) وذلك يدخلنا كأسرى في مملكة الظلمة، وهنا يستلم الشيطان أسراه، ويفعل ما يحلو له، فقد فقدنا مظلة الحماية التي لله، وبهذه التعرية أصبحنا فريسة سهلة لمملكة الشر حتى تفعل بنا كل الشر ولا يستطيع الله أن ينجيك منها إلا بإرادتك أنت ... إسمح لي أن أسألك، هل الله هو الذي جلب المرض لأيوب؟ وهل الله هو الذي ربط المرأة المنحنية منذ ثمانية عشرسنة؟ (وَهَذِهِ وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَاهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا الْشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ الَّسَّبْتِ؟) (لو 13) ياليتنا نأتي إلى المسيح مع المخلع لكي نبرأ من خطايانا، لكي تحَل رباطاتنا، وقبل هذا نأتي إليه لنعرفه، ونعيش معه بحرية مجد أولاد الله، لا عيشة الخوف وإتقاء الشر والحياة تحت التهديد المستمر، الذي يربطنا بالله الحب وليس الخوف (المحبة تطرد الخوف إلى خارج). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن شفاء مفلوج بيت حسدا |
مفلوج بيت حسدا في الإنجيل |
مفلوج الروح - احد المفلوج |
المفلوج مفلوج قلب وإنسانية |
فالِج | مفلوج |