منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2018, 02:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,048

محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر


تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، ذكرى وفاة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 بين بابوات الكنيسة المرقسية.

وكانت للبابا كيرلس علاقة صداقة قوية جمعته مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتشهد عليها الصور المنتشرة بأرجاء المزار الخاص بالبطريرك الموجود بدير الشهيد مارمينا بكينج مريوط، وتسلط الضوء على لقاءات عدة جمعتهما في الكثير من المناسبات، كما تخطت مواقفهما حدود التعاملات الرسمية بين رئيس دولة وبطريرك الكنيسة إلى الصداقة، لكنها لم تبدأ بهذا الشكل من بدايتها، بل كانت جافة في اللقاء الأول ثم تحولت مع الوقت لصداقة شهد لها المؤرخون.

هكذا تحولت علاقة الزعيم عبد الناصر بالبابا كيرلس من الفتور إلى المودة:
ووفق ما دونته الوثائق الكنسية، طلب البابا كيرلس السادس مقابلة الزعيم ناصر أكثر من عشر مرات وناصر يرفض، وفي اللقاء الأول كان الزعيم غير مرحب بالبابا، وكانت ردوده عنيفة معه لرغبة البابا كيرلس في عرض مشاكل تواجه المسيحيين في مصر، إلا أن ناصر قابل ذلك بالرفض.

وكان للبابا صديق عضو في مجلس الشعب، وكان يحبه ودائم الزيارة له، وكان له ابن مريض، فطلب العضو أن يصلي البابا لأجل ابنه، وشُفي بعدها.

وفي يوم زاره عضو مجلس الشعب (البرلمان في ذلك الوقت) ووجد البابا متضايقًا فسأله عن السبب ولما عرف أخبره بعلاقته الطيبة مع عبد الناصر، وبالفعل رتب موعدًا للقاء الاثنين، إلا أن استقبال الرئيس الراحل له كان حادًا ورفض أن يعرض مشاكل الأقباط عليه، ووجد البابا نفسه في موقف دقيق فغضب وقال لعبد الناصر: "ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجان قهوة، وتسمعني".

وعاد البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذي راح يعتذر طول الطريق، فقال له البابا كيرلس: "إنت كتر خيرك، تمكنت من تحديد الموعد أما استقبال عبد الناصر لي بهذه الطريقة أنت مالكش ذنب فيه".

وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حضر عضو مجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر البابوي، وقابل تلميذ البابا سليمان، وقال له: عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالًا، وحاول سليمان الاعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائمًا.

غير أن عضو مجلس الشعب اقترح أن يطرق علي باب البابا كيرليس مرتين، فإذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد الناصر أنه وجد البابا نائمًا، ولكنهم قبل أن يطرقوا علي باب البابا فوجئوا بأن البابا مرتديًا ملابسه ويفتح الباب مستعدًا للخروج.

وكان جمال عبد الناصر له ابنة مريضة أحضر لها كبار الأطباء فقرروا أن مرضها ليس عضويًا، وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه فدخل البابا مباشرة علي حجرة ابنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسمًا: "إنت ولا عيانة ولا حاجة" واقترب منها وصلي لها ما يقرب من 15 دقيقة.

وهنا تحولت العلاقة التي كانت فاترة في يوم من الأيام إلي صداقة بينهما، ووصلت إلي أن قال الرئيس جمال عبد الناصر يومًا: "أنت من النهارده أبويا، أنا هاقولك يا والدي علي طول، وزي ما بتصلي لأولادك المسيحيين صلي لأولادي، ومن دلوقت ما تجينيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك وتيجي في أي وقت انت عاوزه".

وفي لقاء من اللقاءات العديدة، التي تمت بين البابا والرئيس في سنة 1959 م، قال البابا: "إني بعون الرب سأعمل علي تعليم أبنائي معرفة الرب وحب الوطن ومعني الأخوة الحقة، ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن"، فأثني الرئيس جمال عبد الناصر علي وطنية البابا كيرلس ومدي وعيه والتزامه بتربية أولاده علي حب الرب والوطن.

وكان بناء كاتدرائية جديدة مشروعا محببا إلى قلب البابا كيرلس، لكنه لم يكن يريد أن يلجأ إلى موارد من خارج مصر يبنى بها مشروعه، وفى نفس الوقت فإن موارد التبرعات المحتملة من داخل مصر قليلة، لأن القرارات الاشتراكية أثرت على أغنياء الأقباط، كما أثرت على أغنياء المسلمين، ممن كانوا فى العادة قادرين على إعانة الكنيسة بتبرعاتهم.

كما أن المهاجرين الأقباط الجدد لم يكونوا فى موقف يسمح لهم بمد يد المساعدة السخية، كما تأثرت أوقاف الأديرة القبطية بقوانين إلغاء الأوقاف.

وهكذا وجد البطريرك نفسه فى مأزق، ولم ير من المناسب أن يفاتح جمال عبد الناصر مباشرة فى مسألة بناء الكاتدرائية، فقد تصور فى الموضوع أسبابا للحرج.

يقول محمد حسنين هيكل، فى أحد كتبه: «تلقيت شخصيا دعوة من البطريرك لزيارته وذهبت فعلًا للقائه، بصحبة الأنبا صموئيل، الذى كان أسقفا بدار البطريركية، وفى هذا اللقاء حدثنى البطريرك عن المشكلة وأظهر تحرجه من مفاتحة جمال عبد الناصر مباشرة فى الأمر حتى لا يكون سببا فى إثارة أى حساسيات، ثم سألنى ما إذا كنت أستطيع مفاتحة الرئيس فى الموضوع دون حرج للبطريرك ولا حرج على الرئيس نفسه».

وتبرع أبناء عبد الناصر بمدخراتهم للبابا كيرلس لبناء الكاتدرائية «الموجودة حاليًا فى العباسية»، لأن الرئيس أراد أن يعلمهم ذلك، وتلقى البابا تلك التبرعات فى منزل الرئيس بسعادة بالغة.

ويذكر أيضًا أن البابا كيرلس السادس أول من رفض زيارة القدس، وأعلن ذلك فى أعقاب هزيمة ١٩٦٧ وبعد وقوع القدس فى يد الاحتلال الصهيونى، بعدما لاحظ عمليات تهويد واسعة بالمدينة.

وظل الأمر كذلك حتى جاء عام ١٩٨٠ حين قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وهو أعلى سلطة فى الكنيسة، منع الأقباط من زيارة القدس، فى أعقاب الشقاق بين البابا شنودة والرئيس الراحل أنور السادات.

وفى ٢٠ يونيو ٢٠١٣، اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وتم الاعتراف بالبابا كيرلس السادس قديسًا من قديسى الكنيسة.


محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
محبة بعد عداوة البابا كيرلس وجمال عبد الناصر


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا كيرلس وجمال عبد الناصر.. حب لا يموت
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزءالثالث
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزءالثانى
قداس افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى عهد البابا كيرلس وهيلاسلاسى وجمال عبد الناصر الجزء الأول
البابا كيرلس وجمال عبد الناصر


الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024