|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ عبارة قالها الابن الضال ، بعدما تعب من ابتعاده عن بيت أبيه الحنون ، في صحبة الشيطان وأعوانه الأشرار .
+ واشتهى الرجوع إليه ، بعدما ذاق مرارة الألم والجوع ، وهى نتيجة حتمية لعدم التفكير السليم ، والسير وراء الشهوات والأهواء الفاسدة ، وهذا ما يفعله دائماً غير الحكماء . + واعترف بأنه أخطأ وانمحق ، وجني ثمار ما صنع ، إذ لا يمكن أن يحصل من الشوك عنباً ، وأن الخطية تجلب التعب والشقاء والمرارة للنفس . + " أقوم وأذهب " ليته يكون هو نفس صوت كل قلب تعبان الآن ، قبل استفحال نتائج الشر ، وقبل الإصابة بالعديد من الأضرار . + وليته يكون هو نفس شعور الذين يتركون الكنيسة ( بيت الله والمستشفى الروحي ) إلى المقاهي والملاهي والمراقص والحانات ، مع أصحاب الشيطان ، اللاهيين عن خلاص نفوسهم . + وليته يكون صوت ضمير ، كل من يعيش في كوره بعيدة ، في حياة غير سعيدة ، لأنه مقيد بالعادات الفاسدة ، وأسير لها ، ويشعر بقسوة شديدة من تلك القيود وذلك الأسر . + وما شأني وهذا الجوع ، وأبى غنى ؟ وما أشد حاجتي للطعام وللشراب ، وهو موجود مجاناً في بيت أبى ( الأب ) ؟! وبدلاً من الوقت الضائع هباء ، في اللهو والسهر ، وتعب الجسد ( إهلاك الصحة ) ، بلا ثمر !! فمن الأفضل - ولصالحي – الرجوع الآن إلى أبى وبيته . + وإن كانت الخطية قد أفقدت الشاب الطائش وعيه ، فقد عاد إلى صوابه ، واستيقظ ضميره ، وبكته على الحرية الزائفة . + وقد استخدم مال أبيه ، في عيش مُسرف ، وأتلف به جسده . + فالمال هو مال ( أبيه ) الله ، ولكن الخاطئ لا يُفيد به نفسه وأهله ، بل يستخدمه إبليس لضلاله ، وإتلاف صحته ( بالإدمان ) وضياع حياته ( جا 7 : 17 ) بسرعة جداً ، كالشباب الطائش والمنحرف . + ألاَ تعلم أن المال نعمة ونقمة ؟! وهل تستخدمه في عمل الخير لك وللغير ؟! أم تستخدمه للضرر لك ولغيرك ، وتجلب لنفسك العوز والجوع والمرض ؟! + لماذا تسير عرياناً ، ولديك ثياب النعمة ؟ ولماذا تشتهى طعام الخنازير ، ولديك غذاء الروح ، ودواء للنفس ، وعزاء للقلب ؟! + قل " أقوم الآن " لأن العمر غير مضمون ، فكم من عشرات الألآف من الشباب غير الحكيم ، سمعوا الكثير من العظات ، وكثير من كلام المرشدين الحكماء والعقلاء ، لكنهم أطاعوا شيطان التأجيل ، وربما مات بعضهم فجأة ، ومضوا إلى الجحيم ، بصحبة الشياطين ، والمثل العامي يقول : " والمخالف دايماً حاله تالف " . + " ارجع لنفسك " ( كما رجع لنفسه الابن الضال ) ، بدلاً من الاستمرار في الطريق الذي يغضب الله ، ويجلب لك ولمن حولك وجع القلب والتعب والشقاء . + فما أحلى الجلوس مع النفس ، ومحاسبتها قبل يوم الحساب الشديد ، ونتيجته ستكون حتماً من جنس عملك . + قال القديس أبو مقار الكبير : " أحكم يا أخي على نفسك ، قبل أن يحكموا عليك " (يوم الدين ) . + وقال القديس الأنبا أنطونيوس : " إن أعظم شيء أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه " ( بدلاً من إلقاء مسئولية الانحراف على الغير ) ، وهذا تدريب عملي مناسب لك ، من الآن . وعود نفسك أن تدرس وتفحص نفسك باستمرار ، وأن تستشير الآباء والمرشدين الروحيين والحكماء ، قبل اتخاذ أي قرار ، حتى تفرح وترتاح ، وتريح من حولك . |
|