بعد إعداد الموعوظين بوعظهم، والصلاة عليهم (كما بطقس المعمودية)، تتمم الكنيسة لهم طقس جحد الشيطان، وكما انتصر السيد المسيح على الشيطان في ثلاثة تجارب، كذلك يصرخ الموعوظ في وجه الشيطان (نحو الغرب) قائلاً: "أجحدك.. أجحدك.. أجحدك".
إنها نفس النصرة التي فاز بها الرب يسوع لنا على الجبل.
لقد انتصر الرب يسوع في تجارب الجسد (الحجارة تصير خبزاً)، والمجد الباطل (اطرح نفسك إلى أسفل)، وتجربة القنية (أعطيك هذه جميعها).. وهى نفس مواطن الضعف التي يحارب بها إبليس كل أولاد الله (الجسد - الذات - القنية)؛ لذلك فسبق لنا في أحد الرفاع أن نتسلح ضد هذه الهجمات بأسلحة (الصوم - الصلاة - الصدقة)..
إننا في سر المعمودية نصرخ مع المسيح (اذهب يا شيطان). فيتركنا مهزوماً... ولكنه "إلى حين" (لو13:4)، لأنه سيعاود حربنا، ولن يتركنا نهائياً إلا عندما نخلع الجسد، ونحتمي في الفردوس بالحقيقة، حيث تنتهي الحرب، وتعلن النصرة في الأبدية السعيدة.
العودة إلى الله ينبوع النصرة
وفى الأحد الثاني تصور لنا الكنيسة أيقونة رائعة فيها السيد المسيح منتصر على الشيطان بكل قوته ودائساً على كل إغراءاته... لم يكن السيد المسيح محتاجاً أن يحارب الشيطان ويهزمه... فالشيطان بكل تأكيد مهزوم وساقط تحت قدمي السيد المسيح... ولكنه حارب لنا وعنا... لكي يرينا الطريق.
لقد انتصر السيد المسيح في ثلاث تجارب:
أ- الجسد:
"إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاٍ" (مت 3:4).
ومن يصوم بالحق ينتصر على تجربة الجسد... سواء كانت الشراهة أم الجنس أم محبة الراحة والرفاهية... وميوعة الحياة.
فمن يمسك بمفتاح الصوم يستطيع أن يستأمن على كنوز الجسد ومواهبه وقواه.
ب- المجد الذاتي:
"إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل" (مت 6:4).
ومن يصلى بالحق ينجو من فخ المجد الباطل... لأن حياته وتدبيرها سيكونان بالله بواسطة الصلاة... وكل خدع وحيل إبليس ستنكشف له ويفضحها كما فعل السيد المسيح على الجبل وفى الصليب.
جـ - القنية والمال:
"أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت 9:4).
ومن يتصدق بأمواله بفرح وسعادة... لا يصير مربوطاً بشهوة الغنى، ولا يستطيع إبليس أن يخترقه ويسيطر عليه... لأنه داس بعز على كل مغريات العالم.
هكذا تأخذنا الكنيسة كأم رءوم تعلم أولادها وتكشف لهم عن سر أبيهم السماوي... وتتدرج بنا في المعرفة شارحة أساسات الممارسة الروحية (الصوم والصلاة والصدقة)... ثم ترينا الكنز الحقيقي المخبوء في السماء... وأخيراً تكشف عن عيوننا لنرى قائدنا وأبانا ظافراً بالشيطان لأنه تسلح بنفس السلاح الذي تطالبنا الكنيسة بأن نتمسك به لننتصر
أذكـــــرونــــي فــــي صــلــواتـــكـــــم