الصراعات القائمة بدعوة الحق تُظهر حالة تية وتغرب عن الله
الصراعات القائمة بدعوة الحق تُظهر حالة تية وتغرب عن الله
العلامة الأكيدة على انطفاء نور الذهن في الإنسان
هو حالة الصراع على شكل الحق، وهذا لبولس وهذا لأبولس، وهو بطبيعته يعمل على الانقسام وسط الناس وزرع روح الشك في النفوس وإشعال الغضب وإثارة الحنق والشجار والمشاحنات والعمل على الفرقة والسعي للحرمان من الكنيسة، لأن الله محبة، وطبيعة المحبة السلام والمصالحة بين المختلفين لجمعهما ليكونوا واحداً في الحق أي في شخص المسيح الذي هو نفسه وبذاته الحق.
لأن خادم المسيح خدمته خدمة مصالحة
ونداءه تصالحوا مع الله، لكن متى يُصبح نداءه نداء تكفيري لفلان وعلان، وصراخة أحرمه أحرمه، إذاً فروح المسيح الرب ليست لهُ، فهو متغرب عنه تماماً ولا يعرف الله المحبة، والروح القدس منطفأ بالتمام وحزين فيه، لأن الروح القدس هو روح المحبة، وهو يسكبها في النفوس الأمينة في توبتها وكل رغبتها أن تسير في طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، والمحبة حسب طبيعتها الإلهية تتأنى على الجميع وترفق بالجهال، المحبة لا تحسد، لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء. ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء، وتصبر على كل شيء.
فكل من وجدتموه يزرع الفرقة ويعمل على الانقسام
ويسبب المشاجرات والمشاحنات بحجة الحق، اهربوا من كل الدائرة فوراً ولا تستمعوا إليه ابداً مهما ما كانت الحجة، لأن هذا كفيل أن يجعلكم تتوروطوا في أعماله الشريرة فتدخلوا في طرق التيه الذي طعن الكثيرين وطرحهم قتلى في أرض الأحياء، لأنها ضربة شيطانية قوية كفيلة أن تُطيح بأعظم الناس شأناً في الطريق الروحي، لأن من هنا سقط الكثيرين وضلوا تماماً عن الحق وصدقوا فكر قلبهم المُظلم أنهم حُماة الحق والمدافعي عن الإيمان القويم، وهم لا يدرون أنهم مضروبين بكبرياء قلبهم ودخلوا في حالة من الغباء الروحي حتى رأوا الباطل حق والحق باطل، فاحذروا من هذه الضربة التي لا قيام منها إلا بصعوبة بالغة جداً وكثيرين لم يستفيقوا بل عاشوا وماتوا متغربين عن مسيح القيامة والحياة الذي اتى ليجمع ابناء الله المتفرقين إلى واحد، لأنه ويلٌ لكل من يسبب عثرة وسط الناس ويفرق من جمعهم شخص المسيح الرب، أو يجرح أحد في إيمانه، أو يجعله يتخاصم مع غيره وينشر روح الحقد والحسد والفرقة.
العثرات لا بد من أن تأتي وسط الناس
لكن ويلٌ لمن تأتي منه هذه العثرات وبخاصة عثرة الخصومة والتفريق ويتسبب في حرمان إنسان عوضاً من أن يبذل نفسه في صلاته من أجله مقدماً صوماً محاولاً بلطف وبروح الحكمة والتدبير الحسن أن يُصلح بهدوء ما قد أعوج، لكن لا يتداخل في أمور غيره قسراً أو يحاول بحدة أن يُصلح ويوجه أحد، لأن من يعمل عمل المصالحة ويصحح الأمور لا بد من أن يحمل روح الوداعة وتواضع القلب.