رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يقل أحد إذن إن الصوم أو الطعام النباتي يضعف الصحة لأنه في الواقع يقويها. أليس الصوم مجرد علاج للروح، إنما هو علاج للجسد أيضًا. ولم نسمع أبدًا أن الطعام النباتي قد أضعف أحدا إن دانيال و الثلاثة فتية لم يأكلوا لحمًا من مائدة الملك، واكتفوا بأكل البقول فصارت صحتهم أفضل من غيرهم (دا 1: 15). والآباء السواح، وآباء الرهبنة الكبار، كانوا متشددين جدًا في صومهم، ولم نسمع أبدًا أن الصوم أضعف صحتهم، بل كانت قوية حتى في سن الشيخوخة. وأبونا آدم لم يقل أحد إنه مرض وضعف بسبب الطعام النباتي، وكذلك أمنا حواء، وكل الآباء قبل فلك نوح.. فاطمئنوا إذن علي صحتكم الجسدية. الذي يتعب الجسد ليس هو الصوم، بل الأكل. تتعب الجسد كثرة الأكل، والتخمة، وعدم الضوابط في الطعام، وكثرة الخلاط غير المتجانسة في الطعام، ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسد. كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان. وما أكثر الأمراض التي سببها الأكل. لذلك يجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة. إنها فكرة خاطئة، ربما نبتت أولًا من حنو الأمهات الزائد علي صحة أبنائهن حينما كانت الأم تفرح إذ تري ابنها سمينًا وممتلئ الجسم، وتظن أن هذه هي الصحة! بينما قد يكون السمين أضعف صحة من الرفيع حنو الأمهات الخاطئ كان يمنع الأبناء من الصوم، أو كان يخيفهم من الصوم. ونقول إنه حنو خاطئ، لأنه لا يهتم بروح الإبن كما يهتم بجسده، كما لو كانت أولئك الأمهات أمهات لأجساد أبنائهن فقط.وفي إشفاق الأم علي جسد ابنها كانت تهتم بغذاء هذا الجسد، دون أن تلتفت إلي غذاء روحه! ومع ذلك سمعنا عن أطفال قديسين كانوا يصومون. ولعل من أمثله هؤلاء القديس مرقس المتوحد بجبل أنطونيوس الذي بدأ صومه منذ طفولته المبكرة، واستمر معه كمنهج حياة. وكذلك القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذي كان في طفولته يعطي طعامه للرعاة ويظل منتصبًا في الصلاة وهو صائم حتى الغروب وهو بعد التاسعة من عمره. كان الصوم للكل كبارًا وصغارًا. منحهم صحة وقوة. وقد خلص أجسادهم من الدهن و الماء الزائدين. وهكذا حفظت لنا كثير من أجساد القديسين دون أن تتعفن. بسبب البركة التي حفظ بها الرب هذه الأجساد مكافأة علي قداستها، هذا من جهة. ومن جهة أخري لأن الأجساد كانت بعيدة عن أسباب التعفن، بسبب التعفن قلة ما فيها من رطوبة ومن دهن. قد تحفظ اللحوم فترة طويلة بلا تعفن، إذا شوحوها (قددوها) أي عرضوها للحرارة التي تطرد ما فيها من ماء وتذيب ما فيها من دهن، فتصبح في جفاف يساعد علي حفظها. إلي حد ما هكذا كانت أجساد القديسين بالصوم، بلا دهن بلا ماء زائد، فلم يجد التلف طريقًا إليها... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
- الطعام النباتي البابا شنودة |
أفضل تطبيقات الطعام النباتي |
احذرى أضرار الطعام النباتي ليس صحيا |
الطعام النباتي |
الطعام النباتي فى الصوم |