التوسل الحقيقي، والتوسل الكاذب
عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين
للأب صفرونيوس
التوسل الحقيقي هو أن نكون مثل يسوع، أما التوسل الكاذب، فهو أن نبقى كما نحن، وأن نجعل رغباتنا وشهوات قلوبنا هي محور الصلاة وجوهرها.
مَن يُريد أن يظل كما هو - ولا يتحول إلى المسيح وبالمسيح - يخسر كل شيء؛ لأن الرب قال: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله "، أي أراد أن يُصبح كما هو - وحسب العالم، وخسر نفسه - أي رفض أن يكون تلميذًا للمسيح .
لنطلب بإصرار، وبكل ما نملك من قوة أن نُصبح مثل يسوع في كل شيء: في محبته للآب، في قبول إرادة الآب، في أن نمُسح مثله بالروح القدس ونصبح ممسوحين مثله بالروح القدس الذي نأخذه في مياه الأردن، أي المعمودية المقدسة.
لنصفح عن الأعداء؛ لأننا بذلك ننال شركة مع الذي صُلِب، لكي يمد يده للأعداء ويصالح الكل بدم صليبه، ولا حظوا قول الرسول " بدم صليبه ": لأننا يجب أن " نجاهد حتى الدم " (عب 13: 4 ) دم الصليب الذي نحمله؛ لكي يصبح لنا دم واحد، أي دم يسوع المسيح الذي زرع السلام والمصالحة بالموت على الصليب.
وعندما نتناول الكأس المقدسة، فلنشرب بكل تقوى وورع؛ لأن ما في الكأس هو دم ربنا يسوع المسيح الذي يتحد بدمائنا لكي نصبح حياًة واحدًة في المسيح ومن المسيح، وهو ما يجعل صلاتنا هي شكر بالصليب بدم المصالحة والسلام الذي نناله في كل قداس.
وكلما نُصلِّي، لنضع دم المصلوب أمام عيوننا، ذلك الذي به اغتسلنا من العداوة ونجاسات الخطية، ونرشم الصليب ونصافح ُأخوتنا، ونسأل من ذلك الذي مد يديه للجميع، أن يعطي لنا سلام ومصالحة صليبه، لكي نغلق باب العداوة، وننال بقوة الصليب ترياق الحياة الجديدة ضد سم الخوف القاتل .