رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“«جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ…!” إنجيل القدّيس لوقا ١٢ / ٤٩ – ٥٩ قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ! وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!». وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟ وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس». التأمل: “«جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ…!” من المعروف ان النار تحرق كل شيء وتغير كل شيء، ولا تساوم على أي شيء.. فهل يعقل ان يأتينا بها يسوع ؟ هو الذي دعانا ان نكون مثله ودعاء ، متواضعين، ومسالمين.. هل يعقل ان يسوع أتى ليلقي في الارض حرباً لا سلاماً؟ هو الذي قال: “طوبى للساعين الى السلام..” لا بد ان النار التي أتى بها يسوع هي نار الحق التي تحرق الباطل (العمل الباطل) حرقاً وتفصله فصلاً دون مراوغة ولا اي محاباة.. والحرب هي حرب على الشر دون هوادة ..والنار هي نار الحب التي تشعل النفوس وتحرق فيها كل يباس ويأسٍ، فيتبنى المؤمن الحق دون مهادنة أو مراوغة، الامر الذي يجعله في مواجهة مع أهل بيته، وجيرانه، وزملائه…مثلاً: المؤمن لا يقبل بالإجهاض مهما كانت الظروف، حتى لو أدى ذلك الى انقسام حاد داخل العائلة، ولو اضطر الى خوض حرب ضروس مع من هم أعداء الحياة.. بالنسبة له هي معركة حياة أو موت، فهو (ي) يفضّل الموت الف مرة على ان يقتل جنينٍ لا قوة له للدفاع عن نفسه.. المؤمن لا يقبل الانتقام، لا يسعى للأخذ بالثأر، لا يشهر سيفه في وجه احد، هنا يخوض أيضاً حرباً مع أهله تؤدي الى الانقسام بين من يخرج سيفه وبين من يرده الى غمده، لان الغفران أقوى من اي سلاح.. المؤمن لا يقبل الزنى في جسده، لا يجعل من جسده أعضاء زانية، لا يبيع نفسه بأموال الدنيا، حتى لو قالوا انه من عالم اخر أو تقليدي.. رجعي .. متخلف.. جاهل.. المؤمن لا يُطلق مهما كانت الأسباب، هو يصبر حتى يمل الصبر منه، ويغفر حتى يتعب الغفران.. لا يقفل باب قلبه على أي رجاء أو فسحة أمل.. المؤمن لا يبيع ضميره، لا يغش في الوزن، لا يغير تاريخ انتاج، لا يقبل رشوة، لا يعرف الحرام، حتى لو كان مال الحرام ضروري جداً لشراء حبة دواء من أجل إنقاذ ولده من الموت.. المؤمن بيسوع هو جندي في معركة الحياة لا يستسلم الا على الصليب، ولا يسلم نفسه الا بين يدي الاب، ولا يملِّك عليه أحدا الا الرب، لا يطلب ما يرضيه، أو ما يفرحه، كل مبتغاه “ان يمجد دوماً الله في حياته ومماته” ( فل ١ / ٢٠) |
|