رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حرب اليأس اليأس حرب يلجأ إليها الشيطان بعد مقدمات طويلة تمهيدية .. وربما تكون هذه المقدمات سقطات متتالية يوضع فيها ضحيته ، بلا هوداة ، حتى يصرخ أخيراً ويقول لا فائدة في . من المستحيل أن أخلص طالما أنا هكذا ... ! · وقد تكون هذه المقدمات إيحاءات يغرسها في نفسه باستمرار ، باسم التواضع ! يقول فيها لنفسه كل يوم " أنا ضعيف وعاجز ، وكلي خطية " .... ولكن بدلاً من أم يوصله إلى الإتضاع ، يقوده إلى صغر النفس ، والشعور بأنه لن يقوم ثانية ... · وربما تكون مقدمة حرب اليأس ، هي سقطة كبيرة ( مثل سقطة يهوذا ) يشعره الشيطان بعدها بأنه لا مغفرة ! أو وقد تكون السقطة بهذه الدرجة ، ولكن ... · من عادة بأنه لا مغفرة ! أو قد لا تكون السقطة بهذه الدرجة ، ولكن من عادة الشيطان أن يضخم في الأخطاء ليوقع صاحبها في اليأس . والشيطان ماكر جداً في هذه الناحية . فهو قبل السقوط يسهل موضوع الخطية جداً ، حتى لتبدو شيئاً عادياً ، ويضع لها مبررات ... أما بعد الخطية ، إما أن يستمر في سياسة التهوين لكي تتكرر ، وإما أن يدخل في أسلوب التهويل ليقع صاحبها في اليأس . ويقول له : هل من المعقول أن يغفر الله خطية مثل هذه ؟ وربما يشعر الخاطئ أنه وقع في التجديف على الروح القدس ! وهكذا لا تكون له مغفرة إلى الأبد ( مز3 : 29 ) . وطبعاً لا تكون لتلك الخطية أية علاقة بالتجديف على الروح القدس . فالتجديف على الروح هو طرد الروح القدس من القلب ، طرداً كاملاً دائماً مدي الحياة . وهكذا لا تكون لإنسان توبة ، وبالتالي لا مغفرة . لأن المغفرة مرتبطة بالتوبة ، والتوبة مرتبطة بعمل الروح في القلب . وقد يجره إلى اليأس ، بإشعاره انه لن يتوب .. ! يقول له : " هل من المعقول أنك ستترك الخطية ؟! مستحيل . لقد صارت تجري في دمك . عزيمتك إنتهت ، وإرادتك إنحلت . بل حتى الرغبة في التوبة أصبحت غير موجودة عندك ... كم مرة حاولت أن تتوب ، وفشلت ؟! كم مرة إعترفت بخطاياك ، ورجعت إليها وربما بدرجة أسوأ ؟ ... " وهكذا يحطم معنوياته إلى أن يستسلم له ، ويتوقف عن المقاومة ... يقول له : إنك قد صرت بكليتك في يدي . أنقلك من هذه اليد إلى الأخري ، بكل سهولة ، كما أشاء . فلا داعى إذن لصراع فاشل لا تكسب منه شيئاً . وطبعاً كل هذه تخاويف لا أساس لها ، وتهديدات زائفة .. فإن الله قادر أن يمنح الإنسان التوبة ، مهما كانت حالته سيئة . والتاريخ يحكى لنا الحالات السيئة جداً التى كانت فيها مريم القبطية ، وبيلاجيه ، وأغسطينوس ، وموسي الأسود . مع ذلك فقط بل صاروا قديسين ... ومع ذلك فكلما سقط الإنسان ، يحاول الشيطان إلقاءه في اليأس . ويقنعه بأن هذا سقوط دائم أبدي ! وليس سقوطاً طارئاً . فما أجمل كلمة العزاء في سفر ميخا النبي " لا تشمتي بي يا عدوتي . ( فإني ) إذا سقطت أقوم " ( مى7 : 8 ) . والكتاب يقول إن " الصديق يسقط سبع مرات ويقوم " ( أم 24 : 16 ) . ومع هذا السقوط الكثير ، سماه الكتاب صديقاً ... ومن وسائل الشيطان في الياس ، ضربه لنا في أوقات روحية . وهذه من حيلة المشهورة ، حتى باتت معروفة للكثيرين . ومثال ذلك : تكون فى سهرة روحية طول الليل فى الكنيسة ، فى بدء عام جديد ، وكللك رغبة وتصميم أن تبدأ بدءاً حسناً بعام مبارك مقدس . وتحضر السهرة والقداس وتتناول . ثم تخرج لكى يرسل لك الشيطان إنساناً متعباً جداً يعكر دمك ويثيرك ، ويجعلك تغضب وتخطئ . وحينئذ يضربك الشيطان باليأس ، فتقول : أبعد كل هذا أسقط ! إذن لا فائدة . كلا ، لا تيأس فهذه هى حيله المعروفة . قل كما قال النبى " إنى إن سقطت أقوم " ...واعرف أن الشيطان لا يهدأ فى حربه . فى أول كل عام جديد ، وفي كل يوم روحي ، وبعد كل صلاة روحية ، وفي بداية كل صوم ، وبعد كل تناول .. توقع منه ضربه لإسقاطك فإن فعل ، قل له إلعب لعبة أخري ، فقد صارت ألا عيبك هذه مكشوفة .. صدقوني إن الحروب في المناسبات الروحية ، لا تحصي .. وقد تكون هذه الحروب مجرد حسد من الشيطان لعملك الروحي أو لنجاحك . ومن وسائل اليأس ، أن الشيطان يغرى الإنسان بمستويات أعلي منه . يضربه ضربات يمينيه ، ويقنعه بسمتويات روحية لا يستطيع الوصول إليها ، ويشجعه على ذلك بكل قوة . فإن نصحه أب اعترافه بالتدريج حتى يصل ، وأراد أن يقلل من هذا المستوي ، يشككه في أب اعترافه ومستواه الروحي . وما أسهل أن يسلك الإنسان يومين أو ثلاثة أو أكثر في درجة عالية ، على غير أساس ، ثم لا يستطيع أن يستمر ، ويفشل . وهنا يبدأ الشيطان أن يغيره ويلقيه فى اليأس ، ويقول له : إنك لا تصلح للطريق الروحى ! طبيعتك لا تتفق مع الحياة الروحية السليمة . ويستمر ف تحطيم نفسيته ... بينما لو تدرج ، كما نصحه أب الإعتراف ، لا ستطاع أن يصل إلى هذا المستوى الذى أراده الشيطان أن يبدأ به . لقد استطاع الشيطان أن يقنع الكتبة والفريسيين بأن يسلكوا بأسلوبه . فكانوا فى إرشادهم الروحى " يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ، ويضعونها على أكتاف الناس . هم لا يريدون أن يحركون بأصبعهم " (متى 23 : 4) . وهذه الأحمال الثقيلة تدفع أحياناً إلى اليأس ، إذ قد يقول حاملها : من يقدر على هذا ؟ من يستطيع أن يخلص ؟! أما الرسل القديسون فلم يفعلوا هكذا ، بل رأوا فى قبول الأمم " أن لا يثقل على الراجعينإلى الله من الأمم " (أع 15 : 19) ، وأرسلوا إليهم قائلين " لا نضع عليكم ثقلاً أكثر ، غير هذه الأشياء الواجبة " (أع 15 : 28) . وقد قال القديس بولس الرسول " سقيتكم لبناً لا طعاماً ، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون " (1كو 3 : 2) . لذلك إن أغراك الشيطان بما فوق مستواك ، فلا تقبل . قل له : إذهب عنى يا شيطان ، فإن لى مرشدى الروحى الذى أسمع له . أما أنت فلا تقصد بى خبراً . ولك طرقك بلا نظام ، ولا توصل . يروى عن القديس الأنبا أنطونيوس أن الشيطان أيقظه ذات ليلة لكى يصلى ، فلم يقبل القديس نصيحته . وقال له : أنا أصلى حينما أريد ، ومنك لا أسمع ... إن الشيطان يرفع الإنسان لكى يسقطه . وإن سقط يدفعه إلى اليأس فى شماتة . وحرب اليأس هامة بالنسبة إلى الشيطان ... فالإنسان حينما ييأس ، تتحطم روحه المعنوية ، ويفقد ثقته بنفسه ، وثقته بالله ، وثقته بإمكانية الحياة الروحية ، ويستسلم للسقوط ... وهذا هو عين ما يريده الشيطان. لكيلا تقاومه فريسته ، فتهلك . وكأنه يقول لهذا الإنسان اليائس المستسلم له : إنك لن تفلت من يدى . أنت ذاهب إلى جهنم لآ محالة . فلا فائدة . ولذلك نصيحتى لك أن تتمتع بالدنيا بضعة أيام ، بدلاً من أن تخسرها دنيا وآخره ...! يقنعه الشيطان بصعوبة الحياة الروحية ، وبأنه ضعيف وطبيعته فاسدة ! كما يقنعه بأنه لن يفلت من يد ، ولا من العدل الإله ... هذه هى أكبر أسلحة الشيطان فى حرب اليأس . والرد على كل ذلك بسيط . وهو أننا لا نحارب بإرادتنا الطبيعية ، لأن الحرب للرب (1صم 17 : 47) ، وهو الذى يقودنا فى موكب نصرته (2كو2 : 14) . وإن كنا نحن لا نستطيع ، بسبب ضعيفنا وفسادنا وصعوبة الطريق ، فإننا نستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينا (فى4 : 13) . يسندنا عمل النعمة ، وقوة الروح القدس العامل فينا ، وملائكة مرسلون لمعونتنا (عب 1 : 14) . وتسندنا شفاعة القديسين فينا ... أما الشيطان فلا سلطان له علينا ، ولا نعبأ بتهديده ، وما أجمل قول الرسول " قاوموا إبليس فيهرب منكم " (يع4 : 7) . أما العدل الإلهى فقد وفاه الرب على الصليب ، وقد قدم لنا فى حبه خلاصاً هذا مقداره (عب 2 : 3) . ونحن " إن اعترفنا بخطايانا ، فهو أمين وعادل ، يغفر لنا خطايانا ، ويطهرنا من كل إثم " (1 يو1 : 9) . ويغسلنا فنبيض أكثر من الثلج (مز 50) . وهو الذى قال لنا " إن كانت خطاياكم كالقرمز ، تبيض كالثلج ... " (إش 1 : 18) . إن حرب الشيطان هى اليأس ، بالطرق التى رددنا عليها . أما الكتاب فإنه يشجعنا . ويجعل الرجاء من الفضائل الكبرى (1كو13 : 13) . وكثيرة وعود الله لنا وللكنيسة : إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16 : 18) . وإننا " بقوة الله محروسون " (1بط 1 : 5) وأنه قد نقشنا على كفه ( إش 49 : 16 ) والكتاب يقول |ن " الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة " ( 2تى 1 : 7 ) ولذلك نصحنا الرسول أكثر من مرة بأننا " لا نفشل " ( 2كو 4 : 16 ، 1 ، غل 6 : 9 ) إن كنت ماشيا فى الطريق الروحى ، ووقعت ، لا تظن أنك لا تعرف المشى ، وتيأس ! بل قم وأكمل المسير إن الشيطان يحسد خطواتك ويريد أن يعرقلها فلا تدفعك عراقيله إلى اليأس بل على العكس ، قم بقوة أكثر وأعرف أنه لولا نجاحك فى العمل الروحى ، ما كان الشيطان يحاربك ! حقاً ، لمذا يتعب الشيطان نفسه فى محاربة الساقطين ؟! إنه يتصدى بالحرى للقائمين ، وللذين يخاف جهادهم ضده إستمع إذن إلى قول الرسول " كونوا راسخين غير متزعزعين " ( 1كو 15 : 58 ) كن قوى القلب بالله ، ولا تيأس لا تياس مهما كانت حروب الشيطان قوية ولا تيأس مهما سقطت ، مهما نسيت الوصية ، ومهما فشل التدريب لا تيأس إذا كانت البداءة بدات بها بداءة ضعيفة ، أبداءة ساقطة ، أو بداءة ضائعة قل لنفسك : كل هذه مجرد حروب ، وأنا سأثبت فى الله ساسير نحو الله ، ولو كنت أجر رجلى جراً إليه مهما سقطت مائة مرة فى الطريق ، ساقوم وأكمل طريقى ولن أقبل اليأس مطلقاً إنه من عمل الشيطان |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحواس الخمس الروحية المنيرة ترمز إلى مصابيح الخمس عذارى الحكيمات |
من اليأس أمل |
اليأس |
اليأس |
شاهد ماذا قالوا اليأس قالوا عن اليأس |