رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوات
إنجيل القدّيس متّى ٥ / ١٧ – ٢٠ قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل. فَالحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرض، لَنْ يَزُولَ مِنَ التَّوْرَاةِ يَاءٌ أَو نُقْطَة، حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء. مَنْ أَبْطَلَ واحِدَةً مِنْ تِلْكَ الوَصَايا الصُّغْرى، وعَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَفْعَلُوا هكَذا، يُدْعَى الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوات. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِهَا ويُعَلِّمُها فهُوَ يُدْعى كَبِيرًا في مَلَكُوتِ السَّمَاوات. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين، فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوات. التأمل: “إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين… فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوات…” يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح لم يكمّل الناموس في نفسه فحسب، وإنما يكمّله أيضًا فينا، قائلًا: هذا هو العجب ليس أنه هو حقّق الناموس، بل وهبنا نحن أيضًا أن نكون مثله، الأمر الذي أعلنه بولس بقوله: “لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن” (رو 10: 4). في العهد القديم أمر الناموس بعدم القتل، فجاء يسوع ليؤكّد الوصيّة ويكملها لا بمنع القتل فحسب، وإنما بمنع الغضب ، أي نزع الجذر، فتبقى الوصيّة في أكثر أمان، إنه بهذا لم ينقضها، بل قدّمها في أكثر حيويّة وقوّة ومنفعة للإنسان في كل مكان وزمان. يكمل القديس يوحنا الذهبي الفم أن برّ الفرّيسيّين هو عدم القتل، وبرّ المُعَدّين لملكوت السماوات هو عدم الغضب. لذلك فالوصيّة الصغرى هي أن لا تقتل، ومن ينقضها يُدعى أصغر في ملكوت السماوات، وأما من عمل بها فليس من الضروري أن يكون عظيمًا، بل يرتفع إلى درجة أسمى من الأولى، ولكنه يصير كاملًا إن كان لا يغضب، وبالتالي سوف لا يكون قاتلًا… وسوف يملك مع المسيح. ما أحوجنا الْيَوْمَ إلى الهدوء والتروي في وقت العاصفة…ما أحوجنا الى التفكير والتعقل والابتعاد عن الفعل وردات الفعل الغرائزية… ما أحوجنا إلى اقتلاع الغضب من جذوره والعيش بسلام. أعطنا ربي نعمة التروي والهدوء في لحظاتنا الحاسمة كي لا نندم فيما بعد. آمين. |
|