رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس الرابع ابو الإصلاح كان جرجس فيلوثاؤس عوض هو أول من أطلق لقب ( أبو الإصلاح ) على البابا كيرلس الرابع في ذكرى خمسين عام على انتقاله عام 1911 وسماه المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة مؤسس الإصلاح في كتابه تاريخ الأمة القبطية 1898 وكان البابا المصلح دوما يردد ( إن الإصلاح يحتاج إلى عمر متوشالح وصبر أيوب ) ولكن كانت سنوات عمره قليلة بالقياس إلى أعماله الكبيرة فقد جلس على كرسى مارمرقس نحو سبع سنوات منها أكثر من عام في إثيوبيا ولكن في أيامه القليلة بدأت الكنيسة القبطية تستيقظ من ثبات عميق فقد كانت الكنيسة نائمة ولكن قلبها مستيقظ وكان فعل الإصلاح وأحب إن اسميه فعل النهضة يسرى في جوانبها ولكنها كانت في حاجة لشخص مثل كيرلس الرابع ليعيطها قبلة الحياة إن النهضة فعل دائم في الكنيسة القبطية والا ما كانت استمرت كل هذه القرون وحتى في قلب العصور التي نسميها مظلمة كانت الكنيسة حية وتحمل إيمانها في قلوب أبنائها أولئك الذين كانوا يسلموا إيمانهم كجوهرة مصونة من جيل إلى جيل وإذا كان فعل الإصلاح الأول في الكنيسة الغربية ( مع الفارق في الأسباب) قد جاء بانشقاق وتكوين طائفة جديدة وهى البروتستانت وتعنى كما نعرف المعترضون وعن الكنيسة الأخيرة انشقت مئات الكنائس نجد الوضع مختلفا كليا في الكنيسة القبطية التي لا اكذب إن قلت إنها لم تشهد طوال تاريخها الطويل انشقاقا أو تشرذما وحتى عندما قام ماكس ميشيل بحركته لم نعده انشقاقا لأنه لم يخرج من رحم الكنيسة القبطية ولكن من رحم كنيسة أمريكية وبالتالي لا تعد إصلاحا ولا يحزنون وليس ثبات الكنيسة جمودا ولكنه بالحرى فعل الحياة وأبدية الكنيسة كما هو مكتوب في الكتاب المقدس فليس الإصلاح أن نتخلى عن أساسيات إيماننا كانت النهضة الحديثة في الكنيسة القبطية نابعة من داخلها وليس انشقاق عليها ولم تشمل رفضا لصحيح معتقداتها وطقوسها بل عودة للتعليم الابائى وإعادة اكتشاف الآبار القديمة والنهضة بالأجيال الشابة ورفض ما قد يكون قد أصاب بعض ممارساتها مع تقلب الأيام والليالي ونفض ما يكون قد علق بثوبها من أتربة السنين وللنهضة قصة طويلة قد نستطيع أن نوجزها في سطور قليلة لو تسنى لنا أن نحبس النور في بوتقة صغيرة ولكننا نحاول أن نرسم ملامحها العامة ونقتفى خطواتها الوثابة فمع منتصف القرن التاسع عشر لم تكن الكنيسة القبطية كجزء من الوطن بمعزل عما تجتازه مصر من نهضة مع تولى أمور البلاد محمد على الكبير وفى تلك الفترة تسلم قيادة الكنيسة القبطية البابا كيرلس الرابع (1854-1861) ومن الملاحظ دوما إن الكنيسة القبطية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوطن فكلما كان في نهضة تكون هي أيضا في نهضة وعندما تنهض الكنيسة تؤثر ايجايبا في الوطن ونهضته وتقدمه وهذا ما حدث في منتصف القرن التاسع عشر ففتح البطريرك المصلح والذي كان جريئا مقداما فارسا صعيديا نشأ في قرية مصرية وصادق البدو فتعلم منهم الفروسية ودروب الصحراء فأحبها و ترهب وكانت النهضة في قلبه حلم وفى عقله فكرة حتى جلس على كرسي مار مرقس وبدأ خطواته الوثابة وكأنما كان يدرك إن صراعه مع الجهل من ناحية ومع الوقت من ناحية أخرى فكان يبذر البذار ويراقب نموها يوما بيوم فكان يحضر مع التلاميذ في المدرسة ويقول لهم لقد استفدت اليوم فائدة جديدة بل وكان البطريرك الأول وربما الوحيد الذي كان له مكتب في مدرسة وهى مدرسة الأقباط التي افتتحها في الدرب الواسع وجاءت المطبعة والتي كانت الثالثة في مصر وتم تنظيم الكنيسة ادرايا وكان له اجتماع اسبوعى مع الكهنة وهكذا كانت إشارة البدء للنهضة القبطية من رأسها ورئيسها |
|