بل أيضًا تعبرّ عن عدم وعى الإبن بطبيعة الأب الرحوم فيقول " الإبن كان بعيدًا عما يجب اعتقاده في مراحم أبيه، لأنه كان في نفسه أن أباه يقسو عليه لما ظهر عنه من فساد التدبير".
وعدم الوعى هذا أو البعد عن فهم حقيقة قلب الأب وما فيه من حنو وعطف جعل الإبن يأخذ موقفًا آخرًا "فلذلك أضمر في نفسه أنه سيقول له عند اجتماعه لست مستحقًا أن ادعى لك أبنًا لكن اجعلني كأحد اجرائك".
وما ورد في خاطر الأبن عن أبيه وما أضمر أن يقوله في لقاءه معه، كل هذا يعكس الفجوة بين طبيعة الأثنين " وهذا الذى كان في نفس الإبن بعيدًا مما كان عند الآب وفي ذخائره مما يليق به غزير جوده ومراحمه، فكان بين وهم الإبن وفعل الآب بعدًا كثيرًا" ..