رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
قصة الْيَوْمَ بذرة الخردل روبرت رايكس (1736-1811م) كان ابناً لمدير صحيفة ومطبعة "غلوستر" في بريطانيا.. ، وقد علم ابنه تعليماً راقياً، ثم أخذ يدربه معه على العمل الذى خلفه فيه بعد زمن. أما حياته فلم يكن فيها ما يميزها عن حياة رجل مجتهد فى مهنته. ولولا عطفه على المساجين فى سجن جلوسستر، وعلى أطفال تلك المدينة البائسة ، لانطوى اسمه وذكره معاً فى أعماق القبر. لاحظ روبرت رايكس وقد راعه أن يتسكع ذلك العدد الهائل من أبناء بلدته الأطفال خارج المدينة وفى شوارعها خصوصاً فى أيام الآحاد وصمم على أن يحاول تحسين حالهم. واهتدى أولاً إلى ثلاث أو أربع سيدات ممن يستطعن تعليم الأطفال القراءة، واتفق معهن على أجر يومى قدره خمسة قروش لكل منهن نظير ذلك. ثم أخذ يغري الأطفال على الحضور إلى المدرسة ونجح فى ذلك نجاحاً باهراً. وكثيرون منهم لم يشغفوا بتعلم القراءة فقط بل أخذوا يترددون من تلقاء أنفسهم على أماكن العبادة ومعهم كتب العهد الجديد. فى بدء محاولته وجد روبرت رايكس إعتراضاً من أطفال كثيرين بسبب ملابسهم البالية، ولكنه طمأنهم بأن «الأيدى والأوجه النظيفة والشعر المرتب، هو كل المطلوب فى المدرسة». وكان لهذا العمل الصالح نتائجه المباركة إذ تأسست مدارس أحد فى جميع الجهات، وعلى مر الأجيال المتعاقبة اتسع نطاقها وعظمت فوائدها لبركة الكثيرين، وتشسر الاحصائيات إلى أن معظم المخلَّصين قد تعرفوا على الله مبكراً فى حياتهم عن طريق التعليم فى مدرسة الأحد. لقد امتلأ قلب المستر رايكس بالشبع وهو يرى -قبل رقاده فى 5إبريل سنة 1811م- جهوده الأولى المتواضعة فى تأسيس مدارس الأحد .. وقد أصبحت أعظم وسيلة فعالة لتعليم الأطفال الفقراء وقيادتهم إلى المسيح فى جميع نواحى المملكة. وها نحن نرى أنها قد امتدت لتشمل بقاع العالم كله، وعمت الفائدة أجيال المؤمنين فى كل العالم. وهذا كله كان من رجل واحد عمل ببساطة ما قاده الرب لأن يعمل، فتحققت من وراء عمله البسيط هذا أعظم النتائج التى ستكشف عنها الأبدية وحدها. من المحتمل أن أغراض المستر رايكس من ذلك العمل الجليل الذى قام به لم تكن تتعدى دائرته الضيقة، ولكن أعظم النتائج فى أمور الله لا تتوقف على تفكيرنا وتدابيرنا البشرية .. ولا تحدها توقعاتنا وطموحاتنا. وإن رجل الإيمان يتكل على الله وما عليه إلا أن يتجنب كل مباهاة أو إظهار للذات، وبكل هدوء فى عمله يترك الأمور بين يدى الله. إن مستر رايكس يعتبر مثالاً حياً لما يجب أن يقوم به كل واحد من عمل يضعه الرب عليه بدلاً من انتظار الآخرين أن يتقدموا فى الميدان لينسج على منوالهم. إن شعور الشخص بالمسئولية الشخصية أمام الله هى المبدأ الحقىقى لمن ىريد أن يخدم المسيح، وعليه أن يتجنب الارتباط بأى تنظيم أو تعاون يخرج به عن دائرة الإيمان والاتكال على الرب. صديقي أي كان عملك.. أي كنت أنت.. فأنت تستطيع أن تزرع بذرة صغيرة فتصير شجرة وارفة الظلال يستريح إليها كل شخص.. فلا تستهن بنفسك بل صل واطلب معونة الله في كل ما تعمل. واطلب إليه أن يرشدك إلى من يحتاج أن تنقل إليه كلمة الحياة. "فمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ." (إر9:1) " |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنها بذرة محييه بذرة الخلود، تعمل فينا |
زوادة اليوم: حبّة الخردل : 1 / 11 / 2021 / |
بذرة خير |
اليوم حين رأيت حبات الخردل .... اعتراني الخجل |
صادق :هتافات الأقباط اليوم ضد الإخوان "بذرة" للفتنة الطائفية |