** تعال الى بيتنا ايها الرب يسوع **
كانت ... تسير فى مرارة داخل بيتها , وتنتقل بين جدرانه بخطوات هستيرية كأنها حبيسة ...
وكانت تقول لنفسها لايمكن ان تكون جهنم اقسى مما انا فيه .. والموت مهما كانت عواقبه اهون مما اشعر به .. لقد كرهت حياتى وكرهت زوجى واولادى .. كرهت ان اعيش خادمة لا هم لى الا تجهيز الطعام والغسيل ونظافة البيت .. لا اشعر ان احدا يحبنى .. الجميع يستغلنى كخادمة.. سأنتحر الان , فهذا هو الحل الوحيد ...
وامسكت موسا لكى تضرب به بكل عنف شرايين يدها ...
وفجأة دق جرس التليفون , فتطلعت اليه وهى تقول لن اجيب , فلا احد يحبنى , ولا اريد ان اسمع احد ..
ورن جرس التليفون ثانية , فنظرت اليه قائلة من ستكون ؟ ابى او امى ؟ .. انتما السبب فى وجودى فى هذا العالم بمرارته وتعبه .. زوجى ؟ الذى افقدنى اجمل ايام شبابى وحيوتى , فلا حفلات ولا فسح كما كنا ايام زواجنا الاولى ؟ انى لا اطيق الان لمسة يده .. اصدقائى ؟ لم يعد لى اصدقاء ... ولكنها مدت يدها , وامسكت بسماعة التليفون , لتجد ا لا تعرفه يقول لها " لا تستغربى لانى طلبتك وانت لا تعرفيننى .. انا جارتك التى تسكن فى البيت المواجه لك , وقد اخذت الرقم من صديقة لى تسكن فى منزلك , وانا اعلم انك مسيحية .. اسمى ... وقد رأيتك وانت تجلسين فى الشرفة مكتئبة وحزينة ونفسك مرة ..
- ماذا تريدن الان ؟
- اريدك ان تتوجهى لمن يحبك حبا حقيقيا ..
- لا احد الان يعرف الحب يقى ..
- اؤكد لك انه موجود ويحبك وهو قد مات من اجلك وقام , انه يسوع المسيح عريسك الذى صعد لكى يعد لك مكان عرسك ..
وهنا رفعت ... عينيها الى صورة السيد المسيح , ولمحت نظرة الحب التى تطل من عينه .. وانهمرت دموعها , ولم تشعر بنفسها الا وهى تقوم من سجودها تحت قدميه بعد فترة طويلة , واسرعت تمسح دموعها التى بللت الارض , وهرولت الى المطبخ تعد طعام الغذاء لزوجها واطفالها الذين قرب موعد وصولهم من المدرسة والعمل ..
ودق جرس الباب , ففتحت , ليفاجأ اطفالها بأمهم تحتضنهم وهى سعيدة , تبكى من الفرح وكأنها تراهم لاول مرة , ولكنها كانت تبكى لانها تسأل نفسها ماذا كان الحال لو دخلوا ووجدونى جثة هامدة والدماء حولى ؟ .. وافاقت على المفتاح يدور فى الباب وادرجت انه زوجها , الذى فوجئ بها متهلله تستقبله بشوق على غير العادة .. حتى انه سألها ما الخبر ؟؟
فقالت له لاتتعجب , فالمسيح قد ملآ قلبى وبيتى بالفرح .. وسأعوضكم عن كل ما سببته لكم من الم نفسى فى السنوات الماضية ... وطلبت من زوجها ان يصلوا جميعا قبل اى شئ ..
ولما انفردت به قصت عليه كل ماحدث .. فأدمعت عيناه وهو يقول لها لاتنزعجى اذا وصلك خطاب غدا ارسلته اليوم لاخبرك فيه بأنى سأنتحر , وقد كنت اليوم سأودعك انت والاطفال .. ولكن شكرا لله الذى رد لى سلامى وفرحى .. انا اخطأت فى حقك انت واولادى , ومن الان سيتسلم مسيحنا قيادة بيتنا السعيد .. بل كنيستنا الصغيرة السعيدة .
منقول..
