رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الزرع بالدموع الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه ( مز 126: 5 ،6) يا له من امتياز يمنحه لنا الرب عندما يضع على طريقنا الفرصة للزرع. والزرع هو "كلام الله" ( لو 8: 11 ) وكلمة الله هي ما يهم أن ننشره. "في الصباح ازرع زرعك وفي المساء لا ترخِ يدك" ( جا 11: 6 ). ومن السهل أن نبدأ، وتوجد مشجعات على الطريق، وحماس البداية يحملنا فوق الصعاب والعوائق. ولكن الوقت يمر، ثم تأتي الدموع؛ صعاب، خيبة أمل، توبيخ، نكران للجميل، تعب، كلل ... وبذلك يستولي الفشل على القلب وينتهز العدو الفرصة ليبعد الذين دخلوا بفرح في عمل الرب نهائياً عن هذا العمل!! لكن كلمة الله سبق وأن أخبرتنا أن الزرع هو "بالدموع". وهل كان الأمر خلاف ذلك بالنسبة لمخلصنا المعبود؟ كلا. إن العدد التالي يؤكد ذلك: "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع". كم من الدموع كانت على طريقه! كم من الجهد، كم من المقاومات! ألا نسمعه في نهاية الطريق يقول بفم النبي إشعياء "عبثاً تعبت باطلاً وفارغاً أفنيت قدرتي" ( إش 49: 4 )؟ ألا يوجد في ذلك تشجيع عميق لنفوسنا؟ لو أننا طبقنا عملياً الأعداد الأخيرة لهذا المزمور (ونحن نضع جانباً معناه النبوي) نرى أن الذين يزرعون ليسوا بمفردهم، بل أمام عيونهم ذاك الذي قد عرف الدموع قبلهم وهو الزارع الإلهي، عندما كان يجول في الأرض. إنه امتياز أن نزرع له، ولكنه امتياز أيضاً أن نختبر الدموع التي كثيراً ما ذرفها هو نفسه. فهل نفشل إذاً عندما يبدو أن كل شيء يمضي بدون نجاح؟ وعندما يبدو كل شيء عبثاً وباطلاً؟ كلا، لأنه كما بالنسبة لربنا المعبود هكذا الأمر معنا "عملي عند إلهي ... وإلهي يصيِّر قوتي" ( إش 49: 4 ،5). "فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم" ( عب 12: 3 ). إن "الذين يزرعون (الآن) بالدموع، يحصدون (في المستقبل) بالابتهاج". ويجب أن نترك للزرع الوقت اللازم لينبت وينمو. ربما على الأرض تظهر بعض السنابل لتفرّح قلوبنا، ولكن ماذا سيكون الحال في يوم المجد حيث سوف يظهر كل شيء؟ ويا للترنم عندما يأتي السيد ويقول "نعماً أيها العبد الصالح والأمين ..."!! ويا لها من مكافأة على دموع الزرع!! |
|