رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما نتحدث عن الأردن، فنحن فى الحقيقة نتحدث عن نهر النعمة الذى يملأ كنائسنا، ويصب مياهه المقدسة فى أجران معمودياتنا.. وهذا النهر لا ينبع فى فلسطين وحدها، بل يُغطّى كل العالم، ويدخل إلى الفردوس، ويفيض عليه بأُناس مولودين بالروح. ولو تأملنا في العهد القديم لوجدنا أنه فى الطريق إلى أرض كنعان، عبر يشوع بن نون نهر الأردن، ومعه الكهنة حاملين تابوت العهد، الذى كان فى داخله لوحى الشريعة، وكأننا فى مياه المعمودية، نلتقى بيسوع المخلص كلمة الله، واهب الحياة ليقودنا إلى كنعان السماوية. وعندما حاول أبشالوم اغتصاب المُلك من داود أبيه، عبر داود نهر الأردن، ومعه رجاله إلى مدينة للاويين اسمها محنايم (2صم8:2) ولكن داود يعود إلى ملكه ويهلك أبشالوم! وهذا يشير إلى أن من يعتمد وإن تألم سيعود إلى مسكنه، إن لم يكن الأرضى فسوف يعود إلى المسكن السماوى، الذى أعده له ابن الله، لكل الذين أحبوه، وعاشوا بحسب وصاياه المقدسة.. وقبل صعود إيليا النبى إلى السماء (2مل2)، اجتاز نهر الأردن، وفى هذا إشارة إلى أن كل من يعتمد بالروح والحق، يصعد من الأرض إلى السماء. كان للأردن عينان، إحداهما تُدعى (نون) لرى أراضى الشعوب، والأُخرى (دنان) ومنها يشرب شعب إسرائيل، فاعتماد السيد المسيح فى الأردن، دليل على اجتماع الأمم الوثنية مع شعب الله فى نعمته المخلصة، وهكذا بالعماد لم يعد هناك " فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَ الْيُونَانِيِّ لأَنَّ رَبّا ًوَاحِداً لِلْجَمِيعِ" (رو10: 12). من المعروف أن نهر الأردن يمر فى بحيرة طبرية، ولكن دون أن يختلط ماؤه العذب بمائها المالح، وهذا إنما يدل على أن كل من يعتمد بالروح، يحيا فى العالم دون أن يحيا فيه العالم، فيكون كالسفينة التى تحيا فى الماء دون أن يحيا الماء فيها، لأن تسرب الماء إلى السفينة يعنى غرقها، أى هلاكها. |
|