† حوار مع الله
للأب القمص أفرايم الأورشليمي
![† حوار مع الله](https://1.bp.blogspot.com/_HoE109gEogI/S_4U64gpXnI/AAAAAAAABuY/AGo5h3OppJs/s1600/4707_1017122244582_1720916265_29731_5817941_n.jpg)
هل تسمعنى ؟...
كثيرا ما نصلى او نتحدث مع الله ونجري حوار وكأنه من طرف واحد . نحكى ونصلى او نردد بعض الصلوات المحفوظة أو المقرؤة ونختم صلواتنا ببعض الطلبات ونسير فى يومنا او ننام على اسرتنا ونحاول ارضاء ضمائرنا باننا ارضينا الله وانفسنا. لكن هل نستمع الي صوت الله الينا وهل هذا ما يريده الله منا فى صلواتنا . ان كنا نؤمن ان الله اله حي وقريب منا ويسمع صلواتنا ويستجيب لطلباتنا ويحبنا ويسعى لاقامة علاقة حية مشبعة معنا فلماذا نبتعد عنه؟ ولماذا لا نقيم دائما معه حوار حى وصريح ومباشر ؟. نتحدث اليه ونستمع الى صوته الهادئ الوديع وهو يقترب الينا ويريد ان يحل بالإيمان في قلوبنا وهو يقول لنا { هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي} (رؤ 3 : 20).
فلندخل مع الله فى حوار ونسمع صوته ونستجيب لمحبته وتكون حياتنا على الارض هى رحلة صداقة مع الله او مسيرة حب بيننا كما سار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه {وسار اخنوخ مع الله و لم يوجد لان الله اخذه} (تك 5 : 24) وكما كان ابو الاباء ابراهيم قديما يسير مع الله والله يعلن له عن اسراره ويتناقش معه { فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله. وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض. لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به} تك 17:18-19. وهوذا الله يدعونا الى الاصغاء اليه ويقول لنا { ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} أش 17:48. وهو يفضل أستماعنا اليه عن الذبائح ، انه كأب صالح يريد ان يسمع ابناءه صوته ويحبونه وياتون اليه يقدمون له الشكر ويسمعون كلمات نعمته { فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش (1صم 15 : 22). ان الله ليس عنا ببعيد بل هو قريب ، قريب ، واقرب الينا من الدم فى الوريد . لان الله روح والساجدون له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا .وهو يريد ان يفرح بنا فرح العريس بالعروس . ويريد ان نأتى اليه ونتعلم منه ونرتوى من ينابيع محبته ونشبع . لقد وعد وهو أمين ان من يحبه ويحفظ كلامه فانه يكون محبوبا للاب وله ويصبح قلبه مسكناً لله { اجاب يسوع وقال له ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه ناتي وعنده نصنع منزلا} (يو 14 : 23).