رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كاذبُ أنت يا " بينوكيو " ، صنعنا منك شخصية كاريكاتيرية نتندر بأكاذيبها ونسخر من طول منخارها ، خيالًا وضعته فى عيوننا بشطحات خيالك .. وكلما ضحكنا إزداد المسكين تمسكًا بكذبه وأضاف له وزايد عليه وزاد ، يفرح بضحكنا وتتضخم ذاته حتى صار يصدقها ، يرى نفسه فى صورة صورها لنفسه ( سلفى ) أى بالتصوير الذاتى ، فهو يتمركز حول الذات التى يضخمها له الضاحكون والمصفقون ، ذاته فى طول منخاره .. هو إبن ُ لشخصية قديمة كان إسمها ( أبو لمعه ) ، وإمعانًا فى تثبيت دورها نعتوه بالأصلى ( أبو لمعة الأصلى ) وكأن للكذب والخيال المريض ما هو أصلى وما هو مزيف ، عجبى .. !! ، لقد تناسينا أنه كله غير أصلى ، هو خيال .. كذبه أصلى وفى ذات الوقت غير أصلى ( مش بقول لك كذب ؟ .. على الوشين ، وعلى كل لون يا باطسطا .. !! ) . الكذب جريمة فى المجتمعات التى لا تعتبر الزنا جريمة ، أعرف أن الزنا جريمة ، ولكن الكذب جريمة أكبر فى مجتمع لا يقبل أن يطول منخارك إلى الحد الذى يدخل بك إلى ما لا يخصك من محيط يخص غيرك ، يخدع حتى تحصل على ما لا يحق لك .. وفى مجتمع متدين ( مرضيًا ) يكذب الناس على ذواتهم فيزنون بالسمع والنظر ولا يصدقوا زناهم ، هم يمارسوا الإثنين بإحتراف ، يزنون ولا يشتّمون رائحة زناهم ، فمنخارهم طويل طويل يبتعد عن أجسادهم إلى خصوصيات الأخرين وحقوقهم وأعراضهم ينهشونها نميمة وإشاعات وقتل معنوى .. !! يظلمون ويتجبرون فى قساوة ، والكاميرا لا تنقل لهم صور ضحاياهم من قتلى الحروب وضحايا المجاعات وشهداء الإرهاب الأسود ، ثم يطلون علينا من شاشات التلفاز تنقل لهم تصريحاتهم من أطراف منخارهم حيث كانت الكاميرا تسجل لنا كذبهم المفضوح .. !! بينوكيو يتلون ، يسمى نفسه ( أبيضًا ) أحيانًا لنصدق أن كذبه لغرض نبيل أو لإنقاذ موقف ، بينوكيو يخدعنا ، فالكذب لا لون له ، كله شفافُ مفضوح فى عينى الله اللتين تخترقا أستار الظلام وتعرف خفايا القلوب ، الكذب ( الأبيض ) يؤجل القضية فقط ، يخرجنى من مأزق وقتى إلى مأزق آخر أشد إحراجًا وهولًا أسمع فيه صوت القاضى الأعظم والديان العادل يقول لى : ( أنت بلا عذر أيها الإنسان .. ) . كم من أبرياء قتلت يا بينوكيو ، وكم أبكى قتلاك منذ آدم الذى خدعته بالكذب على خالقه الذى أحبه ومرورًا بحنانيا وسفيرة اللذان كذبا على الروح القدس ، وحتى آخر ضحاياك من البشر الذين لا يدركون خطورة الكذب فيسموه : ( عادى ... ) ، كلمة وتعبير ساذج أسمعه كثيرًا ، ( عادى ) ، لقد صرت أيها الكذب معتادًا عند الكثيرين منا .. ( بينوكيو ) .. أنت أضحوكة فى يد من يحملك ، رأيناك فى صورة هزلية كرتونية نضحك عليها ونسخر منها ، قديمًا إقترن بأبى لمعة الأصلى شخصية أخرى للخواجة " بيجو " كان ندًا له يكذبه ويفضح كذبه ، أما أنت يا بينوكيو فمسكين لا ( بيجو ) لك ، بل هناك من يحملك ويختفى وراءك وهو يحركك ويلقنك الكذب .. ولن يظهر فى صورة ( السلفى ) ، أنا وحدى سأظهر معك لأنى شريكك فى تصديق كذبك الذى أردده وراءك .. ويل لك أيها الشيطان المخادع ، يا من تختفى وراء كل بينوكيو .. !! |
|