أخرجها الله من الجحيم وكشف عن جروحاته لها من هي هذه القديسة العظيمة؟
التعرّف على حياتها غير الكاملة في 18 خطوة… الخطوة الأولى هامّةٌ جدًّا لما نواجه من أخطار -وهو خطر العيش كما لو أن الله كان غير موجود.
لم يكن شيءٌ يشير إلى أنّ أنجيلا (1248-1309) ستصبح إحدى أكبر القدّيسات المتصوّفات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكيّة. لكن… بعد حياةٍ دنيويّة تافهة، بعيدة عن الله، اهتدت ساكنة منطقة أومبريا الإيطاليّة تلك عن عمر 37 عامًا. وكما أكّد البابا بندكتس السّادس عشر في مقابلةٍ عامّةٍ عام 2010، فإنّ تذكّر خطوات اهتداء تلك التي دُعيَت “إحدى أجمل تجليّات الروحانيّة الفرنسيسيّة” (بما أنّها اهتدت على خطوات القدّيس فرنسيس)، يساعدنا أن ننتبه أكثر فأكثر على الطريقة التي «يلمس الله بها أنَفسَنا» ويجعلنا «نتعلّم الطريق نحو الله ومع الله، في الشركة مع يسوع المصلوب».
صحيحٌ أنّ أنجيلا قد اهتدت لكن كانت طريقها الروحيّة طويلة -وهذه الطريق ممرّ الزامي. فوصلت وتعرّفت على نواقص حياتها في: 18 مرحلة، أو “تحوّلاتٍ”، كما دعتها. تتألّف هذه الطريق كاملةً من 30 مرحلة للدخول في شركةٍ كاملةٍ مع الله ورؤية الحياة الذاتيّة تتحوّل إلى حبٍّ وفرح، في «شركةٍ كاملةٍ مع الثالوث الأقدس».
ومنذ اللحظة الأولى، قدّم لها الله رفيقًا رائعًا لطريقها، وهو القدّيس فرنسيس الأسّيزي الذي توفّي قبل ولادتها بعَقْدَين. فرأته القدّيس أنجيلا “حقًّا”، وتبعت نصائحه.
الخطوة الأولى – مرحلة عدم الاستقرار
وصفها بندكتس السّادس عشر بمرحلة «التوازن غير الثابت بين الحُبّ والألم». وهي مرحلةٌ تقدّمت فيها في الاهتداء وتعلّمت التعرّف على نواقص حياتها، فشعرت أكثر وأكثر بـ”عدم الاستحقاق” تجاه الله وباستحقاقها لجهنّم. وهذه المرحلة مفصليّة والوسيلة التي تُستخدم فيها هي ببساطةٍ علامات حضور الله في حياتنا، مهما كانت هذه العلامات التي يعبّر عن ذاته من خلالها.
التعرّف على الخطايا
أكثر ما جعل أنجيلا “ترتجف” هو معرفتها بأنّه محكومٌ عليها بالهلاك الأبدي.
الاعتراف والتوبة
“خَجِلتُ لأوّل مرّةٍ في حياتي” قالت القدّيسة أنجيلا، “ولم يتوقّف ضميري عن تأنيبي”. مع هذه المرحلة يجب إيجاد المعرّف الملائم، الذي لا نخجل أمامه. وتقول أنجيلا أنّ الاعتراف والتكفير لا يمحيان فورًا مرارة الخطيئة وألمها.
اعتبار الرحمة
تألّمت أنجيلا وبكيت كما لو لم يعد هنالك من مهرب. لكنّ نورًا أشرق عليها، وهو نور الرحمة الإلهيّة الذي “أخرجها من الجحيم”.
المعرفة العميقة للأخطاء الشخصيّة
ضوء الرحمة الإلهيّة “مشرقٌ” إلى حدّ نصير فيه قادرين على رؤية جميع أخطائنا الخاصّة. وقد يعود مع هذه المرحلة تأنيب الضمير من جديد.
الاعتراف بارتكابنا أخطاء
أيقنت أنجيلا أنّها خاطئة وقالت: “في إهانتي للخالق أهنت الخليقة كلّها… كانت جميع خطاياي تدفعني بعمقٍ إلى التذكّر، وفي اعترافي أمام الله أحسست بثقل الخطايا هذه”.
لكن، في لحظةٍ، شعرت أنجيلا بشفقة الخليقة كلّها عليها وبرأفة جميع القدّيسين.
رؤية الصليب
حصلت على نعمة رؤية صليب الربّ. لكن الرؤية، مع أنّها كانت مؤلمة، لكنّها أتت مشوّشة «لا طعم لها» كما وصفتها.
معرفة يسوع المسيح
هي مرحلة الصراع بين الرغبة في التجرّد عن كلّ شيء والخوف من الاقدام على هذه الخطوة. حتّى تأتي اللحظة التي تسقط فيها كلّ مقاومةٍ لله.
درب الصليب
بعد ذلك أصبح درب الصليب أسهل، واجتمعت إرادتها بإرادة الله وقلبه.
دموعٌ وألمٌ
فكشف الله عن جروحاته لها. وعاشت هذه الجروحات بقوّةٍ مما أفزع أصدقائها. بعيشها جروحات المسيح وصلت إلى جروحاتها الخاصّة.
انكشاف قلب يسوع
ظهر يسوع لأنجيلا وأعطاها معرفة أعمق لذاته. فدخلتها حلاوة الله «إلى داخل قلبها، وراحت تخرج من جسدها».
الرجاء
لم تعد أنجيلا تشعر باليأس في الخطوة السّابعة عشر من طريق توبتها: بل بالرجاء. فتكلّمت في “كتاب الرؤى والتعليمات” عن «التواضع»، «النور والصمت» أمام «أعداء الحقيقة».
ازدادت توبة أنجيلا حتّى قالت: “لو نظرت إلى قلبي لفعلت كلّ ما يطلب الله منك… لأنّه قد صار قلب الله قلبي وقلبي صار قلب الله”.