رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلال سنين عمري الطويل افتكر لحظات كده مروا بيها ناس غاليين عليَّ قوي كانوا ومازالوا أعز صديقاتي. الحقيقة هي ما كانتش لحظات. كانت سنين طويلة من الإنتظار فاتت عليهم بمقام دهور زمنية. كان نفسهم في طفل بس ماكانش بييجي. اللي مر عليها ١٠ سنين زواج واللي ١٨ سنة لكن البيبي المرتقب بكل شوق ولهفة ده ما بيجيش. بس الحالتين دول جه البيبي بعد كل السنين دي. لو سألتهم إيه أوحش حاجة حسيتوا بيها، هيقولوا "الإنتظار". معاهم حق بس الأوحش، لو كانوا انتظروا والبيبي ماجاش، زي حالة ناس تاني غيرهم. النهاردة عيد ميلاد الرب يسوع. سرحت في السنين الطويلة اللي البشرية انتظرته فيها. وحاولت اتخيل لو بعد كل الإنتظار ده ماكانش جه واتولد كان ممكن يكون حالنا إيه. ضياع وحزن وفشل وقلة رجا في خلاص من الشر والموت الأبدي اللي بيجي وراه. بس الله اللي اسمه "محبة" كان شايف وعارف وعنده خطة من قبل بدء الخليقة وشكلها كده ماكانش حد عارفها قوي. بدأ يشير ليها عن طريق أنبياؤه علشان يبل ريقنا برجاء للخلاص. وفِي ملء الزمان جه أرضنا واتجسد في صورة بيبي. صورة إنسان. يعني الله عنده توقيت محدد. وأكيد فترة الإنتظار دي كان فيها تهيئة للبشرية لإستقباله بعد طول إنتظار. كمان في حياتنا فترات الإنتظار ليها فايدة ومعنى رهيب مهما كان نوع الإحتياج أو طول المدة. بس لو أدركنا اننا لينا قيمة في نظره فمش ممكن يسيبنا نتعذب بالإنتظار وخلاص. ولقيته بيشاور لي في أعماقي عن فترات الإنتظار اللي كنت عمالة أفلفص فيها وأتذمر للدرجة اللي عِميت فيها عن إني أشوف التشكيل الرهيب اللي بيحصل في شخصيتي ودرس الصبر اللي النهاردة أقدر أقول إنه من أقيم الدروس اللي اتعلمتها في حياتي. وعلى فكرة، مش شرط أبداً إن الإنتظار يُثمر في حياتي هنا على الأرض. بس هو مين قال إن ده المهم؟ هو احنا ليه بننسى إن حياتنا على الأرض دي نقطة في محيط حياتنا الأبدية؟ ليه مش قادرين نشوف قيمة ثمرها في حياتنا هناك؟ عاملين زي الناس اللي ذكرهم الوحي في عبرانيين ١١ "معتازين مكروبين مُذلين" بس مع إنهم "لم ينالوا المواعيد"، كان "مشهوداً لهم بالإيمان". صحيح "نظروها من بعيد"، بس لإنهم كانوا "يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً" أرضوا الله بإيمانهم وثقتهم فيه. أوقات بأتخيل لو الكتاب المقدس لسه مجال الإضافة مفتوح فيه، كان هيكون فيه لستة طويلة هينضاف فيها أسماء جديدة للمشهود عن إيمانهم في الكتاب، مع إنهم لم ينالوا المواعيد. “وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا ٱلْأَيَّامَ ٱلسَّالِفَةَ ٱلَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلَامٍ كَثِيرَةٍ (..) فَلَا تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ ٱلَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لِأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ ٱللهِ تَنَالُونَ ٱلْمَوْعِدَ. لِأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدًّا «سَيَأْتِي ٱلْآتِي وَلَا يُبْطِئُ.” (عبرانيين ١٠: ٣٢، ٣٥-٣٧) . |
|