“يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ…”
إنجيل القدّيس لوقا ٢ / ٢٢ – ٢٤
ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِير يُوسُفَ ومَريَمَ بِحَسَبِ تَورَاةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلى أُورَشَلِيمَ لِيُقَدِّماهُ للرَّبّ،
كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «كُلُّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ»،
ولِكَي يُقدِّمَا ذَبِيحَة، كَمَا وَرَدَ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام».
التأمل: “يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ”.
فى إحدى البلاد البعيدة كان هناك شعب يمارس تقليد خاص، انه فى بداية العام يجتمع كل الشعب ويتم اختيار ملك على هذا البلد.
وهذا الملك ليس عليه شروط محدده،
يمكن ان يكون من أي لون أو جنس أو عمر
لا يهم أن يكون أبيض أو أسود- رجل أو إمرأة صغير أو كبير – جاهل أو متعلم
لكن الشرط الوحيد فى هذا الاختيار
أن الملك ( الذى يعين أو ينتخب ) يملك عام واحد فقط.
وفى نهاية العام يتجمع الشعب ويأخذ هذا الملك…يُهان ويضرب ويُجرّ فى شوارع المدينة.
وفى النهاية يُنفى إلى جزيرة بعيده هناك يقاسي الجوع والعطش ويموت هذا الملك وتأكل جثته طيور السماء – هكذا هو تقليدهم.
وكان هناك كثيرون يغرّهم مجد الملك وينسون النهاية المؤلمة.
وفى إحدى السنين جاء رجل حكيم واستلم السلطة. أول ما فعله عندما جلس على كرسى العرش ابتدأ يُنمي هذه الجزيرة البعيدة وينفق كل أمواله وممتلكاته ينقلها الى هذه الجزيرة ولما جاءت نهاية السنه واجتمع الشعب وأخذوه وضربوه وجروه فى شوارع المدينة ونفي الى هذه الجزيرة، هناك استطاع هذا الملك ان يعيش ونجى من الموت.
ابتدأت السنة الجديدة، وستدور الأيام، حتى يحين الوقت لننتقل الى الجهة الثّانية، الى جزيرة الرب، حيث ملكوت الحب… هل سيكون لنا مكاناً هناك؟ هل جهّزنا أنفسنا لنكون مستعدين لتلك اللحظة؟ هل نفكر بأبنائنا لنجعلهم “مقدسين للرب” كما فعلت مريم ويوسف بيسوع؟ هل نهتم بتنشئتهم الروحية؟ هل نورثهم وديعة الإيمان كما فعل الآباء والاجداد على مر السنين والأعوام؟ هل نُكلّف ذواتنا ونسأل معلّم التعليم المسيحي عن ولدنا في المدرسة؟ أو نكتفي بالسؤال عن المواد التي نعتبرها أساسية؟ هل نحرص على الصلاة مع أولادنا يومياً؟ هل نقرأ معهم سِيَر القديسين والكتاب المقدس في أمسياتهم الهادئة؟ هل نواظب معهم على قدّاس الاحد مهما كانت الظروف؟ هل نُدخلهم منذ الصغر في منظمات الكنيسة والرعية؟
يا رب “لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر.. أشبعنا بالغداة من رحمتك فنبتهج ونفرح كل أيامنا”(مزمور٩٠)