رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجاب دانيال وقال: ليكن اسم الله مباركاً من الأزل وإلى الأبد، لأن له الحكمة والجبروت، وهو يغيِّر الأوقات والأزمنة. يعزل ملوكاً وينصب ملوكاً ( دا 2: 20 ،21) عندما أصدر نبوخذ نصر أمره بإبادة كل حكماء بابل إن لم يخبروه بحلمه وبتفسيره، ماذا فعل دانيال؟ لقد شعر بعجزه الكامل فاعتمد على الرب إلهه متجهاً إليه بالصلاة، وأشرك معه أصحابه في التوسلات فأعلمهم بأمر الملك وطلب منهم أن يطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة أمر الملك لكي لا يهلك دانيال وأصحابه مع سائر حكماء بابل. وبعد أن كشف الرب السر لدانيال في رؤيا الليل، لم يتوجه مباشرة إلى الملك لينقذ حياته وحياة أصحابه من حكم الموت، بل ذهب أولاً إلى الرب ليشكره، ساجداً وشاكراً، ففاض قلبه بأنشودة حمد جميلة لِما هو الله في ذاته وفي صفاته وفي عظمته. وفي هذه الأنشودة نجد الحقائق الآتية: 1 ـ ينسب البركة إلى اسم الله من الأزل وإلى الأبد، أي أنه يقدم الحمد إلى الله الأزلي الأبدي الجدير بكل إكرام وتعبد (ع20). 2 ـ ينسب إليه الحكمة والقوة (ع20)، فبعيداً عن الرب لا توجد حكمة ولا قوة ولا قدرة. 3 ـ ينسب إليه السلطان العام، فهو يغيِّر الأوقات والأزمنة. في المستقبل عندما يظهر الوحش الروماني سيظن أنه في مقدوره أن يغيِّر الأزمنة والأوقات، لكن هذا كله إلى حين ( دا 7: 25 ). 4 ـ وفي سلطان الله المُطلق أن يعزل ملوكاً كما فعل مع ملك يهوذا، وينصّب ملوكاً كما فعل مع نبوخذ نصر ( دا 2: 21 ، 5: 28،31). 5 ـ يعطي الحكماء حكمة ويعلِّم العارفين فهماً، فقد أعطى الحكمة والفهم لدانيال وهذا ما اعترف به نبوخذ نصر نفسه والملكة الأم ( دا 2: 47 ؛ 4: 18؛ 5: 11). 6 ـ يكشف العمائق والأسرار ( دا 2: 22 ،28)، يعلم ما هو في الظلمة وعنده يسكن النور (مز139). 7 ـ وفي ختام التسبحة يشرك معه أصحابه، يا له من شخص مُنكر لذاته، فلا ينسى مؤازرة إخوته له فيقول عن الله "أعلمني الآن ما طلبناه منك لأنك أعلمتنا أمر الملك" (ع23). لقد اشتركوا معه في طلب المعونة من إله المراحم، وها هو في تمام الاتحاد مع إخوته يعترف بأن الجواب الذي نالوه إنما هو إجابة الله لصراخهم. |
|