رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
(ليس لنا يارب ليس لنا ، أن نتكلم من الذي لنا عن الذي عنك . بل انت تتكلم فينا عنك) حينما نتكلم عن بشرية يسوع نحن نتحسس برفق شديد للاهوته المتحد بناسوتة دون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير... ربما لم يتطرق الكتاب المقدس بكثير عن طفولة يسوع وما نحمله بكثير من القصص المتوارثة تاريخيا ما هو فقط لإثبات لاهوت السيد المسيح ، ولعل أهم الأسباب التي لا تجعل الكثيرين لا يتحدثون كثيرا عن بشرية يسوع المسيح خوفا من أمرين :ا أولهما : خلفية المجتمع المحيط الذي ينظر للمسيح كمجرد نبي (إنسان جعل منه المسيحيون إله) ثانيهما: خوفا من الوقوع في الفكر النسطوري بطبيعتين منفصلتين لرب المجد يسوع المسيح ما أحوجنا أن نتلمس شخصية المسيح كإنسان ! كيف نمي وعاش مثل البشر . لان فيه وحده رجاء البشرية كلها . يبدو للوهلة الولي مستحيلا للفكر البشري تجسد الله ! كيف لله ان يبقي الله وهو متحد بطبيعة بشرية ؟ ما هية هذا الاتحاد ! كيفيته ! غايتة ! هي معضلة البشرية جمعاء!!! لكن دعنا نأخذ الحوار لمكان ذهني اخر هل يقدر الله ان يتجسد دون ان يحده الجسد ؟ هل من الممكن ان يأخد كل ماللانسان دون ان يؤثر هذا بشيء علي طبيعته اللاهوتية ؟ الإجابة بالطبع نعم . فالله قادر علي كل شئ وأي قول اخر غير ذلك يعد تعدياً صارخا علي قدرة الله ووصفة بعدم القدرة. وربما يرجع السبب الرئيسي عند بعض رافضي التجسد لأسباب دينية بحتة وليس لأسباب منطقية. وإذا سألت اَي إنسان هل الله قادر علي التجسد وقادر ان يسلك كبشر دون ان يُحد ؟ الإجابة القاطعة بالطبع نعم ... لعلي أطلت في المقدمة ذكر الكتاب المقدس القليل عن الطفل يسوع حينما قرر الله ان يدخل عالم البشر كبشري كان من الممكن ان يجعل الكواكب ترقص طربا والاف الملائكة تظهر للناس تبلغهم بالحدث الجلل وربما جعل ملوك الارض كلهم يستقبلونه في احتفال مهيب وتخضع كل الشعوب لقوته وسلطانه الغير محدود ... لكن وَيَا للعجب لقد إختار أن يولد من عذراء بسيطة ربما لا تعني شيئا لأي من البشر في أفقر الأماكن ، لم يكن له مكان بين البشر فنظرته اولا حيوانات المذود . الله اقتحم عالم البشر كبشري ولَم يعد العالم من ذلك الْيَوْمَ كما كان سابقا فانقسم التاريخ نفسه لقبل الميلاد وبعد الميلاد . يسوع الطفل الفقير الهارب الي مصر من وجه هيرودس يقول عنه الكتاب كان خاضعا للعذراء وليوسف النجار وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا (لو٢: ٥١) يسوع خاضعا لهما من تخضع له السموات والأرض ... وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ. (لو٢: ٥٢) المسيح من جه بشريته نما وتقدم مثل كل البشر في العقل والحكمة ، في نمو الجسد وادراك الروح عند الله والنَّاس .... كيف له ان يتقدم في النعمة وهو مانح كل نعمة ، حقيقةً التجسد هو سر الأسرار هنا تتجلي قيمة التجسد الحقيقية ان يسوع عاش كإنسان مثلنا ، لعب كطفل ونمي كصبي وبدأ خدمته رجلا كاملاً انتظر مثل كل البشر تعلم الطاعة وقاسي الالم مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. (عب٥: ٨) لعله لا يوجد ما يبهج القلب مثل هذا الحب ، ان يتجسد الله ويلتحم مع البشر . يتلامس معهم يحبهم ... فعظمة التجسد ليست فقط في الفداء ولكن في استعلان حب الله فأتجرأ وأقول حتي لو لم تكن خطية وفداء لتجسد الله حبا فيا وفيك فلا ترفض كل هذا الحب الذي لا يدرك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مرقس لم يُنوّه إلى طفولة يسوع فهو يقدّم يسوع الناضج في الحياة العلنيّة |
ملامح طفولة يسوع |
طفولة يسوع على ضوء حياته العلنية |
من طفولة يسوع |
طفولة يسوع |