رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا ميلاد من دون محبة… لاقربان من دون محبة ومصالحة. الذبيحة لا تتم في القلب الذي يكره ويحقد ويبغض ولا يصالح ويغفر او يحب. ذبيحته كاذبة ويكرهها الله. هكذا قال لاشعيا: كرهت قرابينكم وذبائحكم لانه ليست فيكم محبة الله. “واذا جئت لتقدم قربانك وتذكرت ان لاخيك عليك ذلة اذهب وصالح اخاك وعد وقدم قربانك، لان من يقول انه يحب الله الذي لا يراه وهو يبغض اخاه الذي يراه فهو كاذب”. أهمية الميلاد انه يدخلنا وجوديا وايمانيا وتاريخيا وعلائقيا في جوهر المحبة والمغفرة والاخوة والمصالحة والمسامحة والسلام وفرح الحياة، لنستطيع ان نمجد الله في حياتنا ونخرج من فريستنا وطقوسنا وثرثرتنا الصلاتية الفارغة. والا يصبح الميلاد احتفالية كرنفالية تافهة وفارغة باردة لا حقيقة فيها لميلاد يسوع وتجسده بيننا. البشرية في كينونتها وقعر ذاتها توق الى السلام والعدالة والفرح والحياة والخلاص. والانسان متروك لوحده في هذا العالم يضربه الخوف والهلع امام قوى طبيعية غاشمة من قحط وزلازل وعواصف واوبئة وأمراض وحيوانات مفترسة وذئاب جائعة وحيات سامة. قوى معادية قاتلة وهو لوحده يعجز بقواه البشرية وجسده المعطوب ان يجابهها أو يقاومها. فهو هارب أمامها لا سند له ولا ملجأ ولا معين وفي هذا الجو القاتم المظلم يتردد صوت بالعام الاعمى سفر العدد (24/12/19)، “اراه وليس بقريب اسمعه وليس ببعيد” ويأتي يسوع رحمة وحبا” وفرحا وصلابة. الله اتى في الميلاد في بيت لحم وانشدت الملائكة: “المجد الله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس الفرح”. ورعاة بشرهم الملاك: “واذا بملاك الرب قد وقف بهم ومجد الله اشرق حولهم، فخافوا خوفا عظيماً. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنذا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه قد ولد لكم اليوم مخلص. وهو المسيح الرب في مدينة داود. وهذه علامة لكم انكم تجدون طفلاً مضّجعا في مذود… فلما انطلق الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض لنمضي الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب وجاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما رأوه. اخرجوا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي”(لوقا: 2/ 1/20). حقاً تأنّس الله يؤله الانسان ومن المغارة المتواضعة انبثق فجر جديد وصارت صورة الله في وجه كل انسان “والذي كان في البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا الذي تأملناه ممسكا ايدينا من جهة كلمة الحياة لان الحياة قد ظهرت ورأيناها كانت عند الاب فظهرت لنا”…(1 يوحنا:1/2) هو ربنا يسوع المسيح، ابن الله المتأنّس. بالميلاد قاله الله كلمته، كلمة الحب والخلاص وانه بعد هذه الكلمه أصبح غير قادر على الكلام، ولم يعد عنده ما يقوله هكذا يقول القديس يوحنا الصليبي “في المسيح قال الله لنا كل شيء وقفة واحدة ولم يعد لديه ما يقوله… ان الله نوعا ما صار أبكم ولم يعد لديه شيء يقوله لنا. لان كل ما قاله سابقا بتصريحات مجتزأة في الانبياء، يقوله الان بنوع كامل معطيا ايانا كل شي”(تساعية عيد الميلاد المجيد الكسليك 2010 ص 25) |
|