رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في كنيسة إطسا بالمنيا وحدة المصريين قصة أخرى "المنيا الداعشية"، " بلد الفتنة الطائفية" ، "محافظة هدم وحرق الكنائس" جميعها اتهامات ألقيت على محافظة المنيا في الماضي؛ بسبب ما شهدته من حوادث حرق لعدد من الكنائس، في أحداث العنف التي شهدتها البلاد عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، ووقوع مشاجرات ومشاحنات بين مسلمين وأقباط بعض القرى احتجاجًا على إنشاء كنائس، أو إقامة صلوات كنسية داخل منازل؛ إلا أن التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط داخل قرية إطسا المحطة في مركز سمالوط شمال المحافظة، ضرب بكل هذه الألقاب عرض الحائط، بمساعدة المسلمين أقباط القرية في إنشاء الكنيسة بالتبرع بالأموال، والمأكولات، وحمل مواد البناء خلال العمل اليومي في الكنيسة الجديدة. "مصراوي" انتقل إلى القرية التي تقع على الطريق الزراعي "مصر – أسوان"، شمال مدينة المنيا بمسافة تُقدر بـ 20 كيلو متر تقريبًا، وعايشت أقباط ومسلمي القرية يومًا كاملًا خلال مشاركتهم في إنشاء الكنيسة الجديدة. "الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة. حي على الفلاح" بهذا الأذان الذي يخرج من مكبرات صوت المسجد الكبير لقرية إطسا المحطة، والذي يبعد نحو 10 أمتار فقط من كنيسة "القديس العظيم مار جرجس"، يكون التوقيت الوحيد الذي ينسحب فيه العشرات من مسلمي القرية المشاركين في أعمال إنشاء الكنيسة الجديدة، والتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، ثم يعودوا مرة أخرى ليستمروا في أعمالهم التي يقدمونها بالمجان لصالح "الكنيسة". "لم أفرح ببناء الكنيسة بقدر فرحتي بالتعايش السلمي بيت المسلمين والأقباط في إطسا" بهذه الكلمات كشف القس شنودة نمر عياد راعي كنيسة "الشهيد العظيم مارجرجس" عن الروح الطيبة التي تربط المسلمين والأقباط في إطس المحطة، موضحًا أنه وفور استخراج التراخيص اللازمة لإنشاء الكنيسة الجديدة فوجئ بتوافد المئات من مسلمي القرية على الكنيسة وقدّموا التهنئة والمباركة للأقباط عقب الحصول على الموافقة بإنشاء الكنيسة الجديدة. وأضاف راعي الكنيسة، أن المسلمين داخل القرية عرضوا كافة أنواع المساعدة للمشاركة في إنشاء الكنيسة الجديدة، من خلال دفع الأموال، أو تخصيص إنتاج خبز لعمال الكنيسة بـ"المجان"، وهو ما يحدث على أرض الواقع، وخاصة المساعدة بالجهد ومؤازرة شباب القرية من المسيحين في أعمال الحفر والبناء، منوهًا إلى تبادل التهاني في المناسبات، واصطفاف الأقباط صفًا واحدًا أمام المساجد صباح كل عيد للمسلمين لتهنئتهم، ويقوم المسلمين بالتوافد على الكنائس للتهنئة بأعياد الأقباط. وقال شيخ قرية إطسا المحطة، ياسر علي فرحان، إنه فور علم الأهالي بحصول المسؤولين في كنيسة "مارجرجس" على كافة التاخيص اللازمة لإنشاء المبنى الجديد لـ"الكنيسة"، قرر المسلمين على التوجه مباشرة عقب صلاة الجمعة إلى الكنيسة لتقديم التهنئة بحصولهم على الموافقات الخاصة بإنشاء المبنى الجديد؛ بسبب العلاقة الطيبة التي تربط مسلمي القرية بأقباطها وجعلها أسرة واحدة لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي. وقال شيخ القرية، إن المسلمين تبرعوا لإنشاء هذه الكنيسة، سواء بدفع المال، أو تقديم المأكولات، أو المشاركة بالجهد، فضلًا عن اتفاق أصحاب المخابز على توريد خبز مجانًا لـ"الكنيسة"، مشيدًا بالطريق الذي سلكه راعي الكنيسة من أجل الحصول على التراخيص دون مخالفة القانونة، كما انتقد المعترضين لإنشاء الكنائس داخل بعض القرى قائلًا: "الإسلام لم يأمرنا بالإساءة أو الأذى للمسيحيين، وأن الجميع من حقهم دور عبادة يتعبدون فيها، ولا يقع ضرر على المسلم من إنشاء الكنيسة، كما هو الحال للقبطي في حال إنشاء المساجد". "أنا عندي 60 سنة وأبويا الله يرحمه رباني على إن شنودة وجرجس إخواتي والكنيسة مش حرام"، بهذه الكلمات أشار الحاج صلاح الدين عبدالتواب، أحد أهالي القرية إلى دور أباءهم وأجدادهم في سيطرت حالة التعايش السلمي بين مسلمي وأقباط إطسا المحطة، موضحًا أنه ومنذ أيام العمل في الكنيسة الجديدة يصطحب معه عددًا من الشباب المسلمين إلى الكنيسة ليساعدوا أشقاؤهم من المسيحيين في إنشاء الكنيسة، فضلًا على تجمع ربات المنازل من المسلمات وإحضارهن الطعام إلى العاملين داخل الكنيسة. وقال عماد تواضروس، المقاول المسؤول على إنشاء القواعد الخاصة بـ"الكنيسة الجديدة"، رغم مرور 48 ساعة فقط على استلامه للموقع، إلا أنه شهد أعمال من الطبيعي أن يتم انجازها خلال 15 يومًا، بسبب المشاركة الكبيرة من مسلمي القرية خلال أعمال الحفر، مضيفًا أنه فور وصوله إلى موقع الكنيسة قدّم له عددًا من المسلمين الإفطار الخاص به والعمال، كمشاركة منه في إنشاء الكنيسة الجديدة. هذا الخبر منقول من : مصراوى |
|