الله يحبنى

[walaa farouk]

في ليلة وأنا أقف للصلاة في نصف الليل و إذا بصوت داخلي يأمرني قائلا لي أن أذهب وأكمل صلاتي في الشارع ، قررت أن أستجيب لهذا الصوت ونزلت إلى الشارع وكانت الساعة حوالي الواحدة صباحا ....
أخيرا وجدت نفسي أمام عمارة كبيرة والصوت يلح بشدة بأن أذهب و أقرع جرس باب شقة تقع في الطابق الأول ! !
أخذت أفكر ماذا سأقول لصاحب الشقة الذي سيفاجأ بإنسان غريب يقرع الباب في الساعة الثانية صباحا و يقول له : - أريد أن أزورك وأنا لا أعـــرفك وأنت لا تـعرفني ، بالتأكيد سيتهمني بالجنون وسيبلغ الشرطة باعتباري لصا.
قرعت الجرس وكنت في شدة الحيرة و خطر لي أن أهرب بسرعة من هذا الموقف ولكني صليت صلاة سريعة ( ساعدني يا إلهي لأني لست أدري ما يجب فعله )....
و فتح الباب شاب في العشرينات من عمره وهو ينظر إلي في ارتباك وحيرة وعرفته على نفسي بأنني خادم الرب .
قال الشاب (أنا أعرف لماذا أنت هنا ) ثم أضاف (تفضل معي إلى غرفتي لكي ترى ما أعنيه ) دخلت معه إلى غرفته .. يا إلهي ، ما هذا ، لقد أصابني هذا الموقف برعب لم أنساه طوال حياتي ، فقد كان يتدلى من سقف غرفته حبل ملفوف في آخره على هيئة دائرة وكان تحت الحبل كرسي ، أي بالعربي مشنقة !!
فقد كان هذا الشاب ينوي أن يشنق نفسه بعد ثوان لولا مجيئي!!! أي إنني لو كنت واصلت ترددي لدقيقة واحدة لكنت قد وجدته جثة هامدة.
جلست معه و تحدثنا كثيرا حتى الصباح وعرفت منه أنه شاب فشل في جميع المجالات ، سواء في حياته الروحية أو الدراسية أو العائلية ...
تحدثت معه كثيرا عن محبة يسوع لنا مهما كانت خطايانا وأن حضنه مفتوح دائما لنا ، ومهما أحاطت بنا المشاكل فليس لنا سواه ...
فركعنا وفتح قلبه للرب وتاب عن خطاياه وشعر بأنه إنسان جديد وسلام الله غمر قلبه .
قال الشاب لي : -
أنا لا أقبل أن يحدثني أحد في الدين ، لكن شيئا واحدا جعل قلبي مفتوح لكلامك ، أنا أعتقد أنه لا يوجد من يحبني على الإطلاق ، فأنا شرير حقود و قد فعلت معظم الخطايا التي تتخيلها ، لكني تعجبت جدا أن الله يحبني رغم كل شروري وآثامي ، فهو الذي أرسلك لي في هذه اللحظة الحاسمة ، إني تأكدت الآن من حقيقة واحدة أن الله يحبني.