رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة شيخ الأزهر من مسجد الروضة بمدينة بئر العبد أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن قتلة المصلين فى مسجد الروضة ممن تهجموا على الله ورسوله خوارج وبغاة ومفسدون فى الأرض، وتاريخهم فى قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وصفهم بحداثة السن فى إشارة إلى طيشهم واندفاعهم، ووصفهم بسوء الفهم. وأضاف شيخ الأزهر، فى كلمة من مسجد الروضة عقب انتهاء صلاة الجمعة، أن الرسول حذر من الاغترار بمظهر هؤلاء الخوارج وكثرة عبادتهم وقراءتهم للقرآن الذى لا يصل إلى قلوبهم، ووصفهم بالغلو فى الدين تمهيدا للتطرف والتكفير، مؤكدا أن النبى أمر بقتلهم وتعقبهم ووعد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة. وينشر اليوم السابع نص كلمة الإمام الأكبر من مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله، وصَلَّى الله على سيدِنا محمَّد رسول الله، وعلى آلِه وصَحْبِه وسَلَّم. وبعد/ فقد شاءَتْ إرادة الله الذي لا رادَّ لقضائه أن يَسبقَ حلول ذكرى مـولد النبي ﷺ حادث شديد الألم على قلوبنا، عميق الحزن في نفوسنا ومشاعرنا ولا نملك إلَّا أنْ نقول: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ورغم ذلك ومع كل ذلك نُذكِّر أنفسـنا وأهليـنا، أهل هذه البلدة الطَّيِّبة، والقرية الصـابرة على قضـاء الله وقدره بقـول النبي ﷺ: «عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ خَيرٌ لهُ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ: إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ كان خَيْرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ، فكان خَيرًا لهُ» ولستم –أيها الصابرون والصابرات- من أهل قرية الروضة بحاجة إلى التذكير بالمنازل العظيمة من الفردوس الأعلى التي يتنعم فيها شهداؤكم من الآباء والأبناء ولا تظنون أن هؤلاء الشهداء الأبرار عانوا من آلام القتل ما يعـانيه كل القتلى من الألم، فقـد صَـحَّ عنه ﷺ أنَّه قال: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ أَلَمِ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ من ألم الْقَرْصَةِ» ويكفي ما تحدثنا به شريعة الإسلام من أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصِّديقين. أمَّا القَتَلَة الذين اجترؤوا على الله ورسوله، وسفكوا هذه الدِّماءَ الطَّاهِرة في بيتٍ من بيوتِه؛ فهؤلاء خوارج وبُغاة ومُفسِدُون في الأرض، وتاريخهم في قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف ومحفوظ. وقد وصفهم النبي ﷺ بأوصاف لازلنا نتعرَّف عليهم من خــلالها، فقـد وصفهم بحداثة السن إشــارة إلى طيشـهم واندفاعهم وجهلهـم. وَوَصَفهم بسفاهة العقل وسوء الفهم، وحـذَّر من الاغترار بمظهرهم وبكثرة عبادتهم، وبحفظهم القُرآن الكريم، فقـراءتهم للقُرآن –فيما يقول النبي ﷺ- لا تجـاوز أفواههم وشفاههم إلى قلوبهم وعقولهم. ووصفهم بالغُلوِّ في الدِّين والإسراع في تكفير المسلمين؛ تمهيدًا لقتلهم وسَــلْب أموالهم وهتك أعراضهم. وقـد أمر النبي ﷺ بقتلهم وتعقُّبهم، ووَعَد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة، فقد ورد في الحديث الصَّحيح قوله ﷺ: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُـفَهَاءُ الأَحْــلاَمِ، يَقُـولُونَ مِنْ قــول خَــيْرِ البَرِيَّةِ، يَقْـرَؤون القُـرآن لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْـرُقُ السَّـهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ». وقد بَيَّن الله جزاءهم في القُرآن الكريم في الآية التي نحفظها جميعًا عن ظهر قلب: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33]. ومن هُنا فإنَّه يجب ويتحتَّم على وُلاة الأمور أن يُسارعوا بتطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هـؤلاء المحاربين لله ورسـوله والسَّاعين في الأرضِ فسَـادًا، حمـايةً لأرواح النَّاس وأموالهم وأعراضهم وعلى أهالي سيناء، هذا الجُزء المُقدَّس من أرض مصر، والذين يُعانون من هذا الإرهاب أكثر من غـيرهم، بل على شـعب مصر وعلى مؤسسات الدولة كلها أن تكون جميعًا على قَدْرِ المسؤوليَّة والتحدِّي في مواجهة هذه الحرب الشَّرِسَة، وهـذا الوباء السَّرطاني الخطـير، ومصر –بإذن الله تعـالى- بتاريخهـا وبسواعدِ أبنائها وجيشها البطل ورجال أمنها البواسِل- قادرةٌ على تجاوزِ هذه المرحلة الصَّعبة والقضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا وشبابنا شَكْلًا ومَوضُوعًا وفِكْرًا واعتِقادًا. وفي خِتَامِ كلمتي أقول لأهل هذه القرية الطيبة: إننا هنا لنوكِّد لكم أنَّ مِصْرَ كلها تشعُـر بما تشـعرون به، وتتألَّم مِمَّا تتألَّمون منـه، وكذلك الأزهر الذي جاءكم بشيوخه وأبنائه وبناته ليُعَزِّيكم ويُخَفِّف عنكم مصابكم، ويضع يده في أيديكم من أجل نهضة هذه القـرية علميًّا وصحيًّا واجتماعيًّا مع يقيني بأن الدُّنيا كلها لا تُعَوِّض قطرة دم واحدة سُفِكَتْ من هذه الأنفس الزَّكيَّة، لكنه الوفاء ببعضِ حقكم ونيل شرف السَّعْي في خدمتكم رَحِمَ اللهُ شُهداءنا الأبْرار وحَفِظَكُم وحَفِظَ مِصْرَ من الفِتَنِ والمِحَنِ والشُّرُور. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ هذا الخبر منقول من : اليوم السابع |
|