منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 11 - 2017, 04:14 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

ورجع يسوع إلى المَجمع (دار العبادة)، فوجد فيه رجلًا يده يابسة. وكان هناك جماعة يراقبونه ليروا هل يشفيه في السبت (يوم الراحة)، فيتهموه. فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم في وسط المَجمع!» وقال للحاضرين: «أيحل في السبت عمل الخير أم عمل الشر؟ إنقاذ نفس أم إهلاكها؟» فسكتوا. فأجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة قلوبهم، وقال للرجل: «مُد يدك!» فمدها فعادت صحيحة كالأخرى.



الغضب قوة عظيمة تستطيع تحريك الانسان بشدة ودفعه لأعمال قوية. والسيد المسيح قال "سمعتم أنه قيل لآبائكم: لا تقتل، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي. أما أنا فأقول لكم: من غضب على أخيه استوجب حكم القاضي." في هذه المقولة ساوى السيد المسيد من يقتل بمن يغضب، من جهة ما يستوجب الفعل (حكم القاضي)؛ لأن القتل اساسه الغضب فالذي يبدأ بالغضب، ينتهي بالقتل، وبذلك أعاد السيد المسيح الخطايا إلى جذورها في داخل الإنسان. إلا اننا نرى في اكثر من مقطع من الإنجيل مثل المقطع المذكور هنا، ان السيد المسيح نفسه غضب؛ فماذا حدث؟ هل كسر السيد المسيح وصاياه؟... حاشا، بالتأكيد كلا. احبتنا السيد المسيح لم يؤذي انسان واحدًا، بل هو "المُخَلّص" فكيف للمُخَلّص ان يلعب دور المُهلِك؟ كل ما فعله السيد المسيح للإنسان، كان لفائدة الإنسان، بغض النظر عن انتمائه. لذلك نحتاج ان نفهم ما هو "الغضب المُقدّس". كما قلنا ان الغضب هو مشاعر قوية وهذه المشاعر يتم التعبير عنها بشدة. فما الفرق بين غضب القتل والغضب المقدس؟... الفرق بسيط لكن شديد الأهمية، وهو "مركز الغضب". الغضب العادي الذي يقود إلى القتل هو غضب على الشخص نفسه، اما الغضب المقدس هو غضب على حالة خطيئة يعيشها الشخص (فهو غضب على الخطيئة وليس على الشخص) وهذا هو الغضب الذي كان يغضبه المسيح، حيث يقول الانجيل "أجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة قلوبهم"، فهو غضب على قساوة القلب وليس على الإنسان، وهو غضب ممتزج بالحزن على الأسى الذي تفعله الخطيئة وانعدام الرحمة. والفرق بين نتائج الحالتين عظيم جدًا، فالغضب العادي نهايته القتل - مثلما يَدعي الكثيرون على السياسيين لفسادهم، فنهاية هذا الغضب هو رغبة الشخص بأن يرى السياسي وكل عائلته مرذولًا مسحوقًا معدومًا نتيجة شره؛ اما الغضب المقدس فهو يغضب على الفساد المنتشر في الحكومة، وليس السياسي، ورغبته هي أن يتوب السياسيون الى الله ليستتب العدل والمساواة في المملكة، وليس ليُقتَلوا. وتقول لي: انا لا استطيع ان اتحكم بمشاعري عندما اغضب، فلا استطيع لحضتها ان اقرر على ماذا اغضب، وانا فعلًا اريد دمار هؤلاء السياسيين... اقول لك: بالتأكيد، نعم، فالإناء ينضح بما فيه، والغضب هو عملية نضوح لأوانينا... والشيء الوحيد الذي سيحول غضبك من غضب خطيئة الى غضب مقدس هو تغيير هذا الإناء (تغيير القلب). فعندما يُصبح القلب نظيفًا من خلال ايمانه بالمسيح وخضوعه لتعاليمه، لن تخرج منه افكار شريرة مؤذية للآخر، بل حتى ان الغضب سيتحول من قوة لتدمير الإنسان الى قوة لخلاص الإنسان. فالغضب على الخطيئة يمكن ان يجعلك تُصلّي للسياسي لكي يتوب ويعود عن شره، او يدفعك لتوعية الآخرين على ان الله لا يرضى بالفساد، او (إن كان ذلك ممكنًا) فقد تكون لك الفرصة بالتحدث الى السياسي نفسه لتنبيهه على نتائج شره وكيف انها ستعود عليه وعلى عائلته بالدمار ان لم يُغيّر طريقه، لأن الله لا يرضى بالظلم وهو يسمع صرخة المظلوم.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أشكرك يارب لأن طبعك العدل لن تهمل صرخة المظلوم
الرّبّ يسوع المسيح يسمع صرخة كلّ دمعة
الله يسمع صوت المظلوم
الله يسمع صرخة مذّلتك
صرخة المظلوم


الساعة الآن 08:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024