منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 11 - 2017, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017

نظرتان الي الامور
مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010

ظروف الحياة كثيرة‏,‏ ويتعرض لها الكل ولكن انفعال البعض بها يختلف عن انفعال البعض الآخر البعض له نظرة بيضاء مستريحة متفائلة‏,‏ والبعض الآخر له نظرة سوداء حزينة متشائمة‏.


فمن جهة المشاكل لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل‏,‏ كل إنسان له مشاكله‏,‏ ولكن البعض ينظر الي المشكلة بنظرة سوداء معقدة‏,‏ كما لو كانت مشكلته بلا حل ولا مخرج ولا منفذ‏,‏ كما لو كانت ألما دائما وضياعا وأنه ليس له خلاص‏!.‏
أما البعض الآخر الذي له نظرة بيضاء‏,‏ فإنه يري أن كل مشكلة لها حل وأن الأمر ليس خطيرا وليس مستحيلا‏.‏ وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها وبهذه النظرة البيضاء‏,‏ يقابل المشكلة بأعصاب هادئة ويري أنها مجال لخبرة روحية سيدخل فيها هذا من جهة خبرته الشخصية‏,‏ وأيضا من جهة خبرته مع الله في حل مشاكله‏,‏ وهنا نري أن المشكلة واحدة ولكن تختلف النظرة إليها والانفعال بها‏,‏ أي يختلف الـ‏Response‏ أي نوع انفعاله بها أو تجاوبه معها فهناك أناس يسبب لهم بعض المشاكل أمراضا صعبة‏:‏ مثل ضغط الدم‏,‏ أو السكر‏,‏ أو تعب الأعصاب‏,‏ أو تعب النفسية التي قد يصل الحد بها الي انهيار عصبي‏,‏ أو بسبب المشكلة يصاب بذبحة أو سكتة قلبية‏..‏ كل هذا بحسب درجة انفعاله السييء بها‏,‏ وبحسب مقدار ضغطها عليه‏,‏ وشعوره أنه قد انتهي ولا خلاص‏!‏ أما صاحب النظرة البيضاء فيمزج المشكلة بالإيمان والرجاء‏,‏ وثقته بوجود الله أثناء المشكلة‏,‏ ويد الله العاملة فلا يأبه كثيرا بالمشكلة ولا تعصره‏,‏ ولا يسمح لها أن تضغط عليه أنه أكبر من المشكلة‏,‏ أما صاحب النظرة السوداء فالمشكلة أكبر منه ولذلك قد تقوده أحيانا الي اليأس‏.‏
ننتقل الي نقطة أخري وهي نظرة الناس الي المادة والي المال والي الجسد‏:‏ فهناك شخص ينظر الي المادة كأداة يخدم بها الله والناس والمجتمع كله‏,‏ وهناك شخص آخر ينظر اليها كوسيلة لخدمة شهواته‏,‏ المادة هي نفس المادة‏,‏ ولكن نوعية النظر اليها‏,‏ تحدد نوعية العلاقة بها والتصرف معها فبالنسبة إليك هل المادة تملكك أم أنت تملكها؟ المال هو نفس المال‏,‏ ولكنه في يد البعض يستخدم للخير وفي يد آخرين يقودهم الي الضلال‏.‏
نفس الوضع بالنسبة الي الجسد‏:‏ هل تنظر إليه كأنه شر في ذاته‏,‏ ومجال للعبث واللهو أم تستخدمه في تعب الجسد لأجل إراحة الآخرين‏.‏
نقطة أخري وهي الفرق بين الشكر والتذمر‏:‏ إنسان ينظر الي الذي معه‏,‏ فيرضي ويشكر‏.‏ وآخر ينظر الي الذي ينقصه‏,‏ فيشكو ويتذمر‏,‏ وقد يكون الاثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع‏,‏ أما نوع النظرة فيتغير‏.‏ ولو أن المتذمرين نظروا الي الذي معهم‏,‏ لوجدوا أنهم في خير‏,‏ وقد أعطاهم الرب الكثير‏,‏ ولكنهم لا يكتفون إطلاقا بل باستمرار ينظرون الي مستوي أعلي وأبعد فيشعرون بنقصهم‏!‏ حقا إنه بنوع نظرة الإنسان الي الحياة‏,‏ يسعد نفسه أو يشقيها‏,‏ فليست الظروف الخارجية هي التي تتعبك‏,‏ إنما يتعبك أسلوبك في التفكير ونوع نظرتك الي الحياة‏.‏
نقطة أخري وهي النظرة الي أعمال الآخرين‏:‏ فإنسان ينظر الي الخير الذي فيهم فيمدحهم بل ويحبهم‏,‏ وشخص آخر لا ينظر إلا ما فيهم من النقائص والعيوب‏,‏ وهكذا تكون له نظرة نقادة‏,‏ لا يري إلا الشيء الأسود فهو متخصص في رؤية العيوب ما أسهل عليه أن يجد في أي شخص عيبا ينتقده‏!‏ إن تخصصه هو أن ينتقد ويعارض ويتكلم بالسوء علي كل أحد ولا يعجبه أي تصرف‏,‏ سواء بالنسبة الي شخص معين‏,‏ أو الي مجموعة معينة من الناس‏.‏
أما صاحب النظرة البيضاء‏,‏ فإنه يري في كثيرين شيئا يحب‏,‏ وشيئا يمتدح لذلك يا أخي القاريء درب نفسك علي هذه النظرة البيضاء لا تفكر في عيوب الناس إنما فكر في فضائلهم وما فيهم من محاسن‏.‏
إن الذي لا ينظر إلا الي العيوب‏,‏ قد تجده ساخطا علي المجتمع كله‏,‏ لا يعجبه شيء قد يقف لينادي بالإصلاح يبحث عن شيء يهاجمه وإن لم يجد‏,‏ يخترع شيئا يهاجمه وبعض أصحاب هذه النظرة السوداء وعدم الثقة بالمجتمع قد يتحول بعضهم من الهجوم الي الانعزال‏,‏ فينطوون علي ذواتهم إذ لا يجدون أحدا يعجبهم ولا شيئا يرضيهم فهم ساخطون علي كل شيء وبعض هؤلاء قد يصابون بالكآبة‏Depression‏ فباستمرار يمكنهم الحزن وبعضهم قد يصابوا بالعصبية فتجده غضوبا باستمرار‏,‏ حاد الطبع عالي الصوت دائما يحتد وربما بلا سبب‏,‏ وفي غضبه يثور ويتكلم بما لا يليق إنه لا يري سوي سواد يثيره‏.‏
حتي في العلاقة مع الله‏:‏ صاحب النظرة البيضاء يري أن الله محب ورحيم‏,‏ ويعطف عليه ويحل مشاكله‏,‏ أما صاحب النظرة السوداء فيتصور أن الله لا يهتم به‏,‏ وأن الله قد أهمله ولا يستجيب لصلواته‏,‏ بل يصل به الأمر إنه يشعر فقط أن كل الناس ضده‏,‏ بل إن الله أيضا ضده‏,‏ وقد يصل به الأمر أنه يجدف علي الله‏,‏ والماركسيون كانوا يقولون‏:‏ إن الله في برج عال لا ينظر الي متاعب الناس‏.‏ إن الشيطان قد يهمس في أذن الإنسان المتضايق أو صاحب النظرة السوداء‏,‏ ويقول له لماذا يعاملك الله هكذا؟‏!‏ لماذا تثقل يده عليك؟‏!.‏
إن صاحب النظرة السوداء يري أن كل نهار بعده ليل مظلم‏,‏ أما صاحب النظرة البيضاء فيري أن كل ليل مظلم يعقبه نهار مضيء‏.‏ النظرة السوداء تتعب من كل خطأ موجود‏,‏ أما النظرة البيضاء فتقول‏:‏ إن كل خطأ يمكن تصحيحه‏.‏
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجلة «ميناء الخلاص»، التى كتبها حينما كان فى بداية
سنكسار ( يوم السبت ) 18 نوفمبر 2017
سنكسار ( يوم الجمعة ) 17 نوفمبر 2017
سنكسار ( يوم الخميس ) 16 نوفمبر 2017
سنكسار ( يوم الخميس ) 2 نوفمبر 2017


الساعة الآن 11:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024