٦٠٠ حافلة في ألمانيا من نوع آخر هكذا ومن خلالها يجول يسوع القرى

[Mary Naeem]

٦٠٠ حافلة في ألمانيا من نوع آخر هكذا ومن خلالها يجول يسوع القرى

في ألمانيا، تجول حافلة في الأرياف لتقديم الدعم الروحي للكاثوليك المعزولين في القرى الصغيرة حيث لم يعد هناك كنائس والمؤمنون قليلون.

أطلقت جمعية بونيفاس أو أعمال القديس بونيفاس رسول الألمان هذه المُبادرة التي تكللت بالنجاح. تهدف الجمعيّة إلى مُساعدة الكاثوليك المعزولين في البلدان البروتستانتينية كالنرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا. وتأتي بالمساعدة للمغتربين الكاثوليك الموجودين في البلدان التي يصعب عيش إيمانهم فيها.

مؤمنون معزولون ومنتشرون

حاليا، تعمل الجمعية في القرى الألمانية المعزولة بسبب تفاقم حالة التحضّر والهجرة الريفية. ويُعتبر نشاطها مُهما بشكل خاص في شرق ألمانيا حيث الكاثوليك الذين لا يُشكّلون سوى 6% من السكان، هم متفرّقون. وبالتالي، فإنّ ال4000 كاثوليكي المنتمين إلى أبرشية درسدن يتوزّعون على مساحة 217 كيلومترا مربعا أي على 89 قرية.

وأنشأت الأبرشية في نيسان الماضي الحافلة الراعوية للوصول إلى المؤمنين. وتمضي الحافلة من الاثنين إلى الجمعة وتجول كلّ يوم في قرى مُختلفة. ويوضح كيرستين سكافر وتوماس شوبيرت وهُما من أعضاء الفريق: “يمكن لجميع الناس أن يقتربوا من الحافلة، إمّا للتحدّث أو لتناول فنجان من القهوة، نحن دائما في الخدمة”. وفي كلّ مرّة تصل فيها الحافلة إلى قرية ما، تتوقّف على الأقل لمدّة 30 دقيقة ليستطيع الناس الاستفادة من بعض الوقت للتحدّث.

اصطحاب الناس إلى القداس ومساعدتهم على المُشاركة في العشق الإفخارستي.

يُعاني العديد من القرويين المُسنّين من الوحدة في الأرياف الألمانية. لذا، ثمّة مُحاور جاهز للاستماع إليهم ولتعزيتهم.

كما توفّر الحافلة خدمات أُخرى: كالمنتجات الغذائية بسعر التكلفة. وتُسهِّل هذه المُبادرة حياة القرويين وتجعلهم متعاطفين تجاه هذه الأعمال في منطقة لا تضم سوى القليل من الكاثوليك الذين يعانون هُم والكنيسة من التّحيّزات.

كما وضعت الجمعية على الطرقات حافلات باللون الأصفر مُهمتها نقل المؤمنين المنتشرين إلى الاحتفالات الدينية. وثمّة 600 حافلة تؤدّي هذه المهام حاليا على الطرقات الألمانية، وتسمح للكاثوليك بالمُشاركة في الأسرار وعيش الإيمان بشكل جماعي.

وتُساهم هذه الأعمال في حثّ الكاثوليك المعزولين على الشعور بدعم الكنيسة لهم وإعلامهم مدى أهميّة وجودهم للجماعة والمؤمنين.