قال السيد المسيح :اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ. «لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ. أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي». (عدد 16-20).
يُشير هنا إلى نسبة العبد لسيدهِ والرسول إلى مُرسلهِ حتى يوجب عليهم الطاعة لهُ في كل شيء. لا يقول صريحًا أنهم كانوا عبيدًا ورسلاً ولكنهُ يضع المبدأ لتصرُّفهم كما يليق بتلك النسبة. وكان هو بالحقيقة قد جعل نفسهُ عبدًا لمشيئة أبيهِ وكان مُرسلاً منهُ كما قد رأينا في هذا الإنجيل. وهذا مبدأ عام أن العبد يخضع لسيدهِ والمُرسل يكون في مقام أوطى من الذي أرسلهُ بقطع النظر عما هو عليهِ في ذاتهِ وقد رأينا ما هو المسيح في ذاتهِ ولكنهُ اتخذ مقامنا اقتضى الطاعة والخضوع وفي ذلك أعطانا مثالاً