ماذا تعرف عن "البمبوطية"؟
"إحنا البمبوطية إحنا ولاد المية" .. هي أشهر أغاني فرقة رضا الشعبية التي غنوها خصيصًا للأشقياء من تجار القوارب بالقناة، فالبمبوطية هي مهنة عمرها من عمر القناة، لرجال ركبوا البحر على مراكبهم وقواربهم للتجارة وطلب الربح مع ركاب سفن القناة.
عرفت مدن القناة تلك المهنة منذ افتتاح القنال عام 1869 فكان بعض أبناء المدن يتجهون إلى الموانئ وفور رؤيتهم لسفينة ترابط يتجهون لها بمراكب صغيرة يبيعون ما معهم من بضائع، وكلمة البمبوطية هي في الأصل تحريف لكلمة بوت مان أو رجل القارب "boatman"، وكان الأجانب فور رؤيتهم يسعدون ويقولون (المان بوت) ويأخذون ما معهم من بضائع وأنتيكات وتحف ويعطونهم بعض الهدايا من الملابس أو الأجهزة الكهربائية أو النقود في بعض الأحيان.
أصبح للبمبوطي شخصية خاصة بهذه المهنة وطريقته في الحركة تميزه عن باقي المهن، ومن هنا جاءت رقصة البمبوطي التي تشكل من خلال مجموعة من الحركات والخطوات تجسيدًا لهذه الشخصية وهي
معروفة في المدن الساحلية، وتعبر عن الواقع اليومي لأهل البحر وطقوسهم واحتفالاتهم بيوم العمل والرزق، حيث يرددون على أنغام السمسمية كلمات بسيطة ومعبرة منها "تسلم يا قنال.. يا أبو رزق حلال"، وفي عام 1989 أسست فرقة الطنبورة للفنون الشعبية بهدف جمع تراث البمبوطية وإعادة إحياء أغانيهم ورقصاتهم التي كانوا يؤدوها أثناء عملهم.
وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات، إلا أن البمبوطي ما زال على نهجه في التجارة حتى الآن فيحرص على الوصول للسياح بعدة طرق، فبعضهم ينتظر وصول السياح إلى رصيف ميناء بورسعيد حيث يتم عرض بضائعهم بفرشها على رصيف الميناء، لكن أغلبية السفن والناقلات الراسية بالميناء والبعيدة عن الرصيف يتم الوصول إليها بقوارب صغيرة يستقلها البمبوطي حتى الوصول لسلم السفينة فيعتليه للوصول إلى سطح السفينة حاملًا بضائعه في حقيبة جلدية معلقة على الظهر، لكنه يحرص على فترة زمنية لا تتعدى ثلاث ساعات تقريبًا وهي فترة رسو السفينة بالميناء لتستكمل رحلة إبحارها.