|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هدنة المماليك مع الصليبيين عام ١٢٨٣أدّت إلى ضرب المسيحيين في جبل لبنان
استفاد سلطان المماليك قلاوون من الهدنة مع الصليبيين سنة ١٢٨٣، فتوغل جيشه شمال جبل لبنان لتأديب أهله الذين كانوا نجدة الإفرنج. وصل العسكر المملوكي إلى إهدن وبشري وحدث الجبّة وخرّبها، فنزحت جماعات كبيرة من الاهالي إلى الوديان العميقة والجبال العاصية. في 22 آب احتمى أهالي “حدث الجبة” في مغاور عاصي الحدث، وهي مجموعة من المغاور العالية والعميقة، والتي يستحيل دخولها لأسباب جغرافية. استمر حصار “العاصي” 7 سنوات كاملة تمكن خلالها الأهالي من الصمود في وجه المماليك داخل المغاور، وذلك بعدما جرّوا إليها قناة مياه من “عين كوسا” التي كانت تصل المغارة بطريقة سرّية. كما كان الأهالي يؤمّنون المؤن من حبوب وطحين وزيوت وذلك عبر التنقل بدهاليز تصل المغاور بالبلدة. قدّم المماليك لبعض الأهالي الأمان مقابل تسليم أنفسهم، إلا أنه تم الغدر بهم وقتلهم بعدما سلّموا أنفسهم. بعد فترة، إستعان المماليك بطريقة مبتكرة للتخلص مِن مَن هم داخل المغاور، وذلك عبر استخدام الخيل. قام المماليك بتعطيش خيلهم لثلاثة أيام ومنعوا عنها الماء، ثم أطلقوها فوق المغاور لاكتشاف مصادر المياه إليها. لم تمضِ ثلاثة أيام على تعطيش الخيل حتى إكتشفت بغريزتها مجرى المياه الواصل إلى المغاور. عندئذٍ جلب المماليك كمية من الجيف الحيوانية، كما كمية ضخمة من الحيوانات الحية وذبحوها على قنوات الماء، فإمتزج الماء بالدم وتلوّث كلياً. أدى هذا الأمر إلى استسلام الأهالي بعد سنوات الحصار، حيث مات بعضهم متسمماً داخل المغارة، وغيرهم جوعاً وعطشاً، فيما هرب بعضهم الى خارج المغارة فقتلهم المماليك، وقلة قليلة منهم تمكنت من الهرب إلى جبيل. بقيت هذه الأحداث طي النسيان والشك لسبعة قرون، على الرغم من أنها ذُكرت في الكثير من الكتب التاريخية و”الشحيمة” مِن مَن عاصر تلك الفترة. وذلك حتى العام 1990 عندما قامت “الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية” بأبحاث ميدانية داخل المغاور، واكتشف دلالات تاريخية إضافية لأحداث شهدتها المنطقة في القرن الثالث عشر. أهم تلك الإكتشافات الموثّقة كانت جثة لطفلة تبلغ من العمر 4 أشهر، والتي أُطلق عليها اسم «ياسمين» استناداً إلى كتابات وُجدت إلى جانب الجثة يطلب كاتبها من الله شفاء الطفلة من الحمّى. وُجدت «ياسمين» مدفونة على ظهرها، ورأسها يستريح على حجر أملس. تحت كفنها أُلبست «ياسمين» ثلاث ألبسة، فيما كان عنقها مزيّن بعقد مرصّع بقطع الخرز الزجاجية، وقطعتين من النقود المعدنية التي يعود تاريخها إلى عهد المملوكي الظاهر ركن الدين بيبرس؛ قائد الحملة على حدث الجبة عام 1283. إلى جانب «ياسمين» وجدت سبع مومياءات أخرى تعود أربع منها إلى فتيات في مرحلة الطفولة، وثلاث لنساء ناضجات، وبقايا هياكل عظمية لعدة أشخاص آخرين. كما اكتُشف في المغارة 293 قطعة أثرية، من بينها حلى وثياب مطرّزة وقطع جلدية وأوان خشبية وفخارية وزجاجية وأدوات حديدية ومواد غذائية وقطع نقود صليبية ومملوكية ومخطوطات سريانية وعربية. تعتبر مغارة عاصي الحدث من الإكتشافات التي وضعت وادي قاديشا على لائحة التراث العالمي: فالمومياءات التي حُفظت طبيعياً في المغاور مدة 700 عام شكّلت ظاهرة فريدة استدعت اهتمام الخبراء والمهتمين بالآثار في عدة دول من العالم. هذا وقد تم نقل جميع المكتشفات إلى المتحف الوطني عام 1995، فيما بقيت «ياسمين»، إبنة الأربعة أشهر، أكبر شاهد على ظلم المماليك وأسلوب حياة الجبال والوديان. هذه الإكتشافات وقصة المغارة موثقة في كتاب بعنوان: “عاصي الحدث لبنان – تاريخ مغارة” (2011) صادر عن مركز فينيكس للدراسات اللبنانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ولدت القديسة رفقا في ٢٩ حزيران سنة ١٨٣٢ |
عيد_النيروز من غلاف مجلة التوفيق في ١٠ سبمتبر ١٨٩٨ يعني من ١٢٢ سنة |
زوادة اليوم: باب السما : ١٣ / ٨ / ٢٠١٩ / |
رسالة فرح ٢٠١٨/٨/٣ |
رسالة فرح ٢٠١٨/٧/٣١ |