الله هو حل جوعك

[walaa farouk]

ما يمكن المشكلة مش في الشخص اللي انت حبيته وجرحك او خذلك في وقت، او مبقاش زي الاول وماطلعش قد توقُعاتك ليه..
ما يمكن هو مش بالبشاعة اللي أنت متخيلها..
مايمكن أنت اللي كنت حاسب العلاقة غلط من الاول ولما جه اول اختبار فشلت حسبتك ..
طب هاطلب منك حاجة صغيرة في البداية كدة.. ممكن في ال٥ دقايق الجاية دول وانت بتقرا تنسى غلطات الشخص اللي ارتبطت بيه وجروحه وذكرياتك معاه اللي مش بتبطل تفكير فيها ٢٤ ساعة وتركز معايا على حاجة تانية خالص، ممكن تراجع بالراحة كدة طريقة حبك له من البداية.. اه ابتدي بص جواك ماتدورش بره عن سبب فشل العلاقة..
وابتدي اسأل نفسك كدة.. ما يمكن طريقة حبك اصلاً غلط.. غشيمة كدة ومش بتحسبها.. ما يمكن أنت اللي بترمي احلامك ومستقبلك وفرحتك وحتى حزنك على الشخص اللي بتحبه، ما يمكن أنت شايفه superman أو مابيتعبش ومابيغلطش ودايماً متاح لحضرتك ماينفعش ياخد اجازات أو يحتفظ لنفسه بشوية وقت يتعب فيهم. ولو تعب او اتغير أو مكنش قد اللي أنا عايزه يبقى مش مناسب أو كان بيخدع أو مش عارف ايه..
ما يمكن من كتر توقعاتك العالية وجوعك لسد احتياجات سنين من المشاعر والطبطبة والاهتمام (اللي كانت المفروض تتسد بطريقة تانية وبأشخاص تانيين) تخيلت اللي قدامك -وهو مجرد انسان بالمناسبة- قادر يعمل كل ده .. قادر يملا مكان مش بتاعه ومش دوره يملاه ..
ما يمكن من كتر ما بتعيش في خيالك قصص حب افلاطونية وبتغذيها على شوية الافلام أو حتى قصص السوشيال ميديا والكام صورة الرومانسية اللي لزقت في خيالك اتشوهت صورة الحب الصح عندك، والموضوع من البداية محتاج تظبيط.. هاديك كام مثال يمكن الصورة توضح أكتر..
مثلاً زي ما تكون بتحب عشان تلاقي حد يحسسك بقيمتك من خلال اهتمام ورسايل ومكالمات كتير، وكأن قيمتك في ايد حد تاني يقررها ولو معملش كدة في وقت تتهز اوي صورتك وثقتك في نفسك.
الحل في دي ببساطة .. انك تعرف ان قيمتك مش في شخص تاني غير الله، هو بس اللي يقدر يشبع احتياجك للثقة والتقدير دايماً، وهو الوحيد الثابت فا ماتقلقش من تغيّرات وتقلُّبات من ناحيته.
وزي برضو تخيُّلك أن دايماً منين ما تتعب أو تحتاج الشخص اللي معاك هتلاقيه متاح ليك وجاهز يساعدك وبيقولك "شُبيك لُبيك.. ". ودي بتبقى الحقيقة صدمة لازم تخبط فيها سواء عاجلاً ام اجلاً لأنك هتكتشف أن اوقات كتير الشخص اللي معاك تعبان مش قادر يشيلك أو يشيل حتى نفسه.. فا تبتدي بقى تندب حظك وتاخد وضع المظلوم اللي الدنيا جت عليه وحظه مش عارف ايه ... وانت مش عارف يا غلبان أن كل البشر كدة.. الفصيلة دي نفسها بتتعب كتير وطبيعتها هشّة جداً، فا الحل مش في انك ترجع بالزمن وتحب فلان اللي أنت سيبته وارتبطت بده وشوية السيناريوهات العجيبة في دماغك دي، الحل انك تدي اللي قدامك قدره الصح، انك تعرف وتقدر انه "محدود" بيتعب زيُّه زيك ..
الحل .. انك تترمي كُلك على حد غير محدود ومابيتعبش عشان تضمن أنك دايماً مسنود، ايوة قصدي الله ومش بوعظ بأمانة أنا بس بشرح الحل اللي هايجيب نتيجة وبحاول اعيد ترتيب ادوار اتلخبطت وبسببها حياتنا كلها اتلخبطت هي كمان ..
من الآخر ..
⁃ حلّك مش انسان خارق يحقق احلامك ويقولك "شُبيك لُبيك" لأنه مفيش انسان كدة.. حلك انك تقدر محدودية وضعف اللي معاك وماتفتريش اوي في توقُعاتك منه واحكامك عليه لما ماينفذش التوقعات دي.
⁃ مشكلتك مش في علاقة معينة، مشكلتك في لخبطة ترتيب الناس وادوارها في حياتك؛
يعني رقم ١ اللي تاخد منه معظم احساسك بالأمان والسندة هو الله.. وبعد كدة ييجي الشخص اللي معاك، وبالمناسبة انتو الاتنين محتاجين تتسندوا على ربنا عشان اوقات كتير محدش هايسند غيره لانكوا هاتكونوا مكسورين وقتها محدش قادر يشيل التاني.
فا لو اللي معاك بقى رقم ١.. وربنا نزل في ترتيب اولوياتك لرقم ٢ أو ٣ أو حتى اقل بعد اسرتك أو اصحابك أو اي حد.. هايحصل لخبطة كبيرة في علاقاتك واحتاجاتك كلها، صدقني أنت مخلوق بالتصميم ده، أنه يكون ربنا رقم واحد ومنه تتسند وتتقوى كل علاقاتك.
** نصيحة اخيرة:
قبل ما تحب أو ترتبط اتعلم تتسند جامد على ربنا، خلي الطريق بينك وبينه مفتوح لانه الوحيد اللي هايكمل معاك للاخر من غير ما يتعب او يخذلك مرة..
ولما ترتبط اعرف محدودية وضعف اللي قدامك، وحط في دماغك أن معظم مشاكلك اللي فاتت أو اللي جاية هاتبقى بسبب حاجة من الاتنين؛ يا لخبطة ادوار فا تحط حد مكان الله فا يفشل في تسديد احتياجك زي ما الله كان بيعمل، يا اما توقعات زيادة في اللي قدامك واللي طبعاً مش هايقدر يسددها لانها توقعات خيالية اترسمت في الافلام والقصص بس ..
الله هو حل جوعك مش انسان، استمتع بحبك لربنا واشبع بحبّه ليك عشان لما ييجي الانسان اللي من ايده تعرف تحبه وتستقبل حب منه (حُب صح مش افلاطوني).. لأن انتوا الاتنين ساعتها هاتكونوا واقفين على ارض صلبة .. محبة الله اللي مابتتغيّرش.. !