الصديق المؤنس والأب الحنون

[walaa farouk]

الفضفضة هي تعرية للذات أمام المقرَّبين. (عندما يكون المرء على سجيته ) تنطلق بواسطتها الكلمات من القلب بلا تكلُّف أو تجميل، وتنزلق الهمسات المشبَّعة بالمشاعر وزفرات الأنين من شفاه التعابى، إلى آذان رقيقة قد اتَّسعت ورحَّبت بكل ما يأتيها من أصدقاء لهم.
يا له من مهرب جميل، مرصوف بالثقة والتفاهم والصراحة، ومسقوف بالأمل، كما ان سبيله معطَّر بأنفاس المودة المتبادلة، يقصده الكثيرون من الناس الذين ضاقت من الغم صدورهم أو فاض بهم كيل الضجر، كي تنزاح من على أكتافهم أحمال الهموم الثقيلة وأسرار قلوبهم التي لم تعُد تطيق الاختباء..
لكن السؤال الهام الذي يطرح نفسه... لمن تفضفض؟ على من تسكب شكواك؟؟
إسمح لي أن أحدثك عن الشخص الذي اختبرت روعة الفضفضة له فقررت ألا أفعلها مع غيره، من فرط رقته واتساع صدره فضلاً على حكمته وحسن مشورته، و الأمر المدهش والمشجع أنه يشعر بي ويفهمني جيدًا، أما عن سوء الفهم بيننا فهو أمر غير وارد مطلقًا.
إنه أبونا السماوي… صاحب القلب الكبير والحضن الدافيء العامر بالحنان الأبوي. إن أخبرته بكل ما عندك لن تكون محتاجًا أن تفعل هذا الأمر مع شخص آخر.
ستجد بابه دائمًا مفتوحًا وقلبه مرحبًا بك، أنه يعرف تفاصيل ظروفك و سبب اوجاعك كما يعرف تكوينك النفسي جيدًا ويفهم ويقدر مشاعرك، وقادر أن بطيب خاطرك. درب نفسك ان تسكب شكواك أمامه باستمرار، ستهدأ نفسك المضطربة ويشفى قلبك المجروح. دموعك الثمينة محفوظة لديه وقضيتك بين يديه، .