رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا ما قالته قبل أن تلفظ كلماتها الأخيرة مما فتح دعوى تطويبها راهبة إيطالية من إرساليات العزاء اغتيلت في 17 أيلول/سبتمبر من العام 2009 في مقديشو على يد مسلمين متطرفين في 17 أيلول/ سبتمبر من العام 2006 قتلت الأخت ليونيلا سغورباتي بالرصاص في الشارع بينما كانت برفقة حارسها الشخصي بينما كانا على مقربة من مستشفى مقديشو للأطفال في الصومال. قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة قالت الأخت ليونيلا : “أنا أغفر لهما! أنا أغفر لهما! “. هذا الغفران دفع بها يومًا تلو الآخر إلى القداسة. ببطولة وشجاعة تغلّبت الراهبة الإيطالية على جميع المخاوف في بلد مزّقته عشر سنوات من الحرب الأهلية والمجاعة والأصولية الدينية. الراهبة التي كرّست حياتها لخدمة الضعفاء في بلد يرزح تحت خط الفقر كانت تدرك جيّدًا أن حياتها معرّضة للخطر. “هناك رصاصة تحمل اسمي ووحده الله يعلم متى ستصل إليّ”. كانت تقول الرّاهبة. قدّمت حياتها لله حيث لطالما رددت ” يمكن لله أن يجعلني ما يريد”. في الثامن من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر اعترف البابا فرنسيس باستشهادها بسبب “كراهية الإيمان”. هذا وتعرض في كنيسة القديس برتلماوس في روما ذخائر مسيحيين استشهدوا من عمليات الاضطهاد والعنف. كانت روزا ماريا سغورباتي مبشرة من إرسالية العزاء من بيدمونت بإيطاليا. أطلق متطرفان مسلمان نار الحقد والكراهية عليها وقتلاها عن عمر 66 عامًا. حاول حارسها محمد محمد وهو أب لاربعة حمايتها فقتل أيضًا برصاص المتطرفين. أسقف جيبوتي غورجيو بيرتن يرى في حياة الراهبة رمزًا عظيمًا لكيفية عيش الإيمان بصدق. الأسقف الفرنسيسكاني المسؤول عن دعوى تقديس الأخت ليونيلا قال إنه على المسيحيين والمسلمين الذين يتطلعون إلى مشاركة حياتهم معًا أن يتوقعوا حدوث ذلك. فبالنسبة إلى الأسقف ما حصل ليس مجرد صدفة: “بالنسبة لي فإن وفاة إيطالية وصومالي مسيحية ومسلم امرأة و رجل يظهر لنا أنه من الممكن أن نعيش معا لأنه من الممكن أن نموت معًا “. لهذا يجب النّظر إلى ما حصل مع الأخت ليونيلا على أنه علامة أمل. الغفران مهما كان الثّمن “يجب أن نتعهد بخدمة الإرسالية على حساب حياتنا. علينا أن نكون سعداء للموت في الخدمة.” قال مؤسس إرساليات العزاء غوسيبي ألامانو. ليونيلا التي أحبها كثيرا أمضت وقتها بدرس روحانيته لتجسيدها في حياتها الخاصة: “آمل أن يساعدني الله في لطفه على إعطائه كل شيء أو فليأخذ كل شيء مني… لأنه يعرف أن هذا هو ما أريده حقًا ” قالت الأخت ليونيلا. “أرادت إعطاء كل شيء لأنها أحبت كثيرا” تقول أخواتها. وهذا الحب قادها إلى “المغفرة من دون توقف”. تقول إحدى أخواتها وهي تنزانية أنها تعلّمت من ليونيلا المغفرة لمن قتل شقيقها كانت الأخت ليونيلا تقول لها: ” عليك المبادرة بالغفران لا تنتظري أخوك للاعتذار.” لعبت الأخت ليونيلا دورًا تربويًا وإنسانيًا في الصومال وكينيا البلد الذي بدأت فيه مهمتها في أفريقيا. برغم الظروف القاهرة التي كانت تحيط بها كانت الأخت ليونيلا تمارس مهامها بابتسامة دائمة على وجهها. عندما سئلت عن سبب هذه الابتسامة للجميع حتّى لمن لا تعرفهم أجابت: “بهذه الطريقة فإن أولئك الذين ينظرون إلي سوف يبتسمون بدورهم وسيكونون أكثر سعادة “. |
|