رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من لا يمتلك سوى معلومات لا يأخذ الناس منه إلا معلومات، ومن يضرب على وتر المشاعر، بالنبرات أو حتى بالعبرات لا يترك في الناس سوى انطباعات وتأثيرات مؤقتة، أما الممتليء بالروح القدس تجري من بطنه ( أعماقه) أنهار ماء حي تتدفق بقوة لتروي فتحيي، تغسل فتنقي، تنعش وتشفي. يمكن أن يستخدمه الرب ليروي نفوسًا كثيرة جدًا بكلمة الله الحية. كم نحتاج ان نتقدس عمليًا ونتفرغ من ذواتنا وننشغل بالمسيح فنمتليء بالروح القدس لنكون مؤثرين ونحدث تغييرًا حقيقيًّا يدوم!! لا يمكن للمؤمن أن يمتليء من ذاته، ومن الروح القدس في آن واحد، يجب لأحدهما فقط أن تترك له القيادة والسيادة . الاتضاع الحقيقي والشعور الدائم بالاحتياج إلى الله في كل صغيرة وكبيرة، هو أول خطوة على طريق الامتلاء بالروح، فكما تتدفق المياه بقوة من الأماكن المرتفعة نحو الأودية والجباب الفارغة هكذا تتدفق قوة الله ومعونته وتعزياته وتنسكب نحو المتضعين. ثم يقود الرب أولئك الذين تفرغوا من ذواتهم، أن يمتلئوا بالمسيح شاغلين افكارهم وقلوبهم به باعتباره طعام الحياة الجديدة وقوتها وضياؤها ورجاؤها وهو وحده نبع البركات ومصدر كل النعم. حين ينشغل المؤمن به ، لن يرضى بغيره كمصدر للحياة، ولا يبغي غرضًا سوى مجده. كما أن الممتلىء بالروح القدس لابد أن يظهر في حياته ثمر الروح ، هذا الثمر يظهر حياة المسيح فينا، وهي نوعية الحياة الفريدة التي يمكنها أن تدخل السرور لقلب الله. الممتلئ بالروح القدس ليس فقط يسلك في القداسة مصليًا، بل يدرك أنه لا يقدر أن يخدم أو يفعل شيئًا لمجد الله بدون معونة الروح القدس. أيًّا كانت نوعية خدمته وحجمها، فهو يدرك جيدًا أن عمل الله يحتاج إلى قوة الله. التوبيخ الفعّال هو الذي يخرج بقوة الروح القدس، الكرازة المؤثرة هي التي تكون مقترنة بعمل الروح القدس. ان كنت تخدم الرب....لا تعتمد في خدمتك على قوة شخصيتك أو علاقاتك أو صيتك وشعبيتك، ولا على كفاءة مهاراتك وغزارة معلوماتك وكثرة خبراتك وفصاحة لسانك أو جاذبية مظهرك ونبرة صوتك. بل صلي من قلبك قبل كل خدمة، متضعًا طالبًا تأييدًا بالقوة بالروح في الانسان الباطن. انها ليست حالة ينفرد بها ذوي المواهب الفذة، انما قصد الرب يسوع المسيح المقام من الأموات منتصرًا أن يتمتع بها كل المؤمنين ليختبروا قوة حياة القيامة بالرغم من هشاشة أوانيهم. أيمن بوسف |
|