رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وتتفاجئ قدام من نفسك.. من نوعية طلباتك وطموحاتك الجديدة.. بعد ما كنت "عبد" أقصى أحلامه شوية خير أرضي، أو علاقة تسد جوع، أو رضا الناس، أو فلوس وراحة مادية.. تبتدي تتفتح عينك على "ميراثك الأبدي"، وهاتتجرأ أخيراً ترمي العبد اللي مكتفك كتير، وتعيش اخيراً "ابن".. ابن مابيرتاحش غير في "الحضن السماوي".. ابن استغنى عن احلامه وافكاره.. وحتى احتياجاته أول ما داق يعني ايه "محبة أبدية".. ابن بالنسباله القعدة في حضن أبوه بالدنيا وما فيها.. ابن بيشفق على صراعات ومجهود العبيد في استعطاف السيد طمعاً في شوية "نفاية" مابتعملش حاجة غير أنها تزوّد عبوديتهم أكتر، لأنه لما قرّب.. "داق"، ولما داق طلباته كلها وقعت لوحدها.. لما قرب سمعها منه بكل هدوء.. "يا بني، كُل ماهو لي فهو لك.. "، فا رد ساعتها من غير تفكير كتير.. "وأنا يا أبي.. معك لا أريد شيئاً على الأرض".. ابن فهم أن تعويضُه مش في حاجة بيقدمهاله الأب.. لكن هي "الأب" نفسه. ابن قاعد قدام ابوه ليل نهار يعرفه ويستمتع بحضوره الهادي المريح.. مش عبد بيقربلّه ويتسحب واحدة واحدة عشان ياخُد "أجره" مؤقته ماتشبعش وماتكفّيش، لأنه عارف من جواه أنها متوقفة على مجهوده وطاعته وشغله اللي مابيخلصش، وكأنه بيشتري الخير بتمّلق السيد وخدمته.. ويوم ما يُقف كل ده، الأجرة تتقطع، والعبد يموت من الجوع! لكن الأبن مش في بيفكر في حاجة من دي.. الأبن مطّمن.. مش شايل الهَم طول ماهو مستخبي في الحُضن.. مش بيحسبها كل شوية ويخطّط ازاي هاياكل ويشبع ويسدد احتياجات بكرة.. مش بيقلق ويخاف لما يشوف الظروف.. ابن رفع عينه خلاص من على مشاكله واحتياجاته المؤقته، و قرر يركّز على اللي مكمّل معاه للأبد، لأنه من يوم ما داق حاجة من السماء بقى يواجه الأرضيات بكل بهدوء.. لأنه عارف أن كـل ده في الآخر.. "يُزاد له.. "!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إطمح أن تكون أفضل من نفسك سابقاً !!👌 |
جميل أن ترى شيئاً كان يؤلمك سابقاً |
مذكرات عبد سابقاً |
التعرف على أحد الاضطرابات الوراثية المجهولة سابقاً |
تكشف تفاصيل مذكرات البابا شنودة "مذكرات بطريرك".. |