رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الطموح الإنسان مخلوقٌ على صورة الله ومثاله، والله غير محدودٍ، لذلك فالإنسان، مع أنه محدود، يحمل في داخله اشتياقاً إلى اللامحدود. ومن هنا جاء اشتياقه إلى الخلود والحياة الأبديّة. ومن هنا كان اشتياقه للكمال، وبسبب هذا وُجدت مشاعر الطموح عند الناس. الإنسان الخامل ليس على صورة الله. أما الإنسان الذي له الصورة الإلهية، فهو يقول كبولس الرسول: «أنسى ما هو وراء، وأمتدُّ إلى ما هو قدّام» وهذا طموحٌ روحي، يسعى فيه الإنسان نحو الكمال الروحي. وأمام مثالياته الكاملة، يرى كل ما وصل إليه، مهما سما، كأنه لاشيء فينساه ويمتدُّ إلى قدّام… ومن هنا نشأ تواضع القديسين، وتعبهم في الجهاد… ومن هنا نشأ أيضاً النمو في حياة الروح… وهذا الطموح كلُّه، مقبول، ومطلوب، وروحي، ويُعتَبر لوناً من الفضيلة، ولا يعترض عليه أحد. على أنه هناك طموحاً رديئاً في الماديات... مثل طموح الغني الغبي الذي قال: «أهدم أهرائي وأبني أعظم منها وأقول لنفسي لك خيراتٌ كثيرة لسنوات عديدة» فما هي عيوب الطموح المادي؟ ـ العيب الأول: هو تعلُّق القلب بالماديات، تعلقاً يتملّك الشعور والوقت، ويقتل كل رغبة روحية أخرى. ـ العيب الثاني: هو دخول الإنسان في منافسات تُفقِده محبَّته للآخرين، وتُغريه بأن يبني مجدَه الخاص على أنقاض الناس وعلى الاصطدام بهم وهدمِهم. مثل من يطمح أن يكون الأوَّل أو الرئيس فيعمل على التخلُّص من كلِّ منافسيه. ـ العيب الثالث: هو أن يتحوَّل الطموح إلى نوع من الطمع أو الجشع الذي لا يكتفي مهما أخذ ونال. ـ العيب الرابع: أن تكون الوسيلة إلى تحقيق الطموح وسيلة خاطئة أو غير روحية، يهدم فيها الإنسان بعض مثالياته وروحياته، لكي يصل إلى غرضه. ـ العيب الخامس: وقد يمتدُّ الطموح إلى السلطة، فيتحوَّل الإنسان إلى طاغية، يحطِّم كل من يقف في طريق نفوذه. ـ العيب السادس: وقد ينسى الإنسان أبديَّته في كل هذه الألوان من الطموح، وتصير اتجاهاته دنيوية بحتة. |