رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طول الأناة وأما ثمر الروح فهو ... طول أناة (غل5: 22)إن طول الأناة هي صفة النفس والذهن التي تستطيع أن تتحمل أعباء الحياة المسيحية بدون إحجام أو شكوى. وطول الأناة مثل أي ثمر للروح هو في مُباينة مع أعمال الناموس. فالناموس سمح بالمعاملة بالمثل « عين بعين وسن بسن »، لكن الرب يسوع كان وديعاً ومتواضع القلب، وعلَّم تابعيه أن يتصرفوا بطريقة مختلفة. فالضرب على الخد الأيمن لن يثير لدى المؤمن السالك بالروح أية كراهية أو حقد ضد الذي لطمه. وإن هدوء القلب المألوف لشخص مثل هذا بعيد كل البُعد عن الشعور بالضيق من الإهانة لدرجة أنه على استعداد أن يقدِّم الخد الآخر. إن طول الأناة والروح غير المقاومة كانت كاملة في المسيح الذي كان كنعجة صامتة أمام جازيه « الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد » (1بط2: 23) وكل تلميذ مدعو لأن يكون كسيده. إن طول الأناة هو ضبط النفس الذي يمنع الإنسان المسيحي من الاندفاع بمشاعره الطبيعية إلى كلام قاسي، وأعمال ثأرية انتقامية. إنه النشاط السامي للطبيعة الجديدة أكثر من مجرد قمع جسدي للطبيعة القديمة. ربما أظهر بولس طول أناة تجاه اسكندر النحَّاس الذي أظهر له شروراً كثيرة، ولكن بالتأكيد لم يفعل هكذا مع حنانيا رئيس الكهنة (2تي4: 14؛ أع23: 2-5). إن طول الأناة مثل شفرة حديدية مُقسَّاة تماماً يمكن أن تُثنى بدون أن تُقصف، فقط لكي نحصل عليها يجب أن نُخرجها من الفرن المتأجج ونُطفئها في الماء. كذلك طول الأناة يتطلب منا أن نمر خلال مزيد من الاختبارات في السرَّاء والضرَّاء (2كو6: 4-10) وكلاً من الأغاني والدموع تخدمنا في هذا الغرض. وطول الأناة صفة مميَّزة لفترة الكنيسة. وهذا التعبير يستعمل عن الله في صبره على عالم خاطئ يرفض عروض نعمته، كما يُستخدم أيضاً عن إمهاله في تنفيذ الغضب كما في أيام نوح (رو2: 4؛ 1بط3: 20). وطول الأناة سيمكّننا من مواجهة التجارب المختلفة التي نتعرض لها يومياً، كالكلام الشرير، والألم والمرض، والأصدقاء المستفزين، والعائلات المُمزقة، والأخوة الكذَبَة وربوات الإغاظة التي تأتي علينا. كل هذا يمكننا أن نتحمله لو امتلكنا فكر المسيح. |
|