كان نذيرًا للرب، وكان روح الله يحرِّكه في محلة دان، وقتل ألف رجل من الفلسطينيين بلحي حمار، ولكنه بالأسف كان مغلوبًا من عينيه وشهوته، فتملّقته دليلة الفلسطينية وعرفت أن قوته العظيمة في أنه لم يَعلُ موسى رأسه، وإن حُلق تفارقه قوته؛ فأنامته على ركبتيها وحلقت سبع خصل رأسه، وابتدأت بإذلاله، وفارقته قوته، فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه وأوثقوه بسلاسل نحاس وكان يطحن في بيت السجن (قض16)، وتم القول: «الْحَارِثِينَ إِثْمًا، وَالزَّارِعِينَ شَقَاوَةً يَحْصُدُونَهَا» (أي4: 8). يا للخزي والعار! قاضي إسرائيل يُذَل من امرأة؛ القوي صار ضعيفًا، المُبصر صار أعمى، الحر صار مُقيدًا.