خدع أباه إسحاق ليأخذ البركة، فاستغلّ ضعف نظره، وكذب عليه عدة مرات، ووضع على يديه وعنقه جلود جدي معزى ليظهر أنه أشعر مثل عيسو. لكنه حصد ما زرعه، فتغرَّب عشرين سنة عند خاله لابَان الذي خدعه: ففي يوم عرسه استغل لابَان وقت المساء حيث ضعف الرؤيا، وأعطاه ليئة بدلاً من راحيل، ثم غيَّر أجرته عشر مرات وهو يرعى الغنم، وكان في النهار يأكله الحر، وفي الليل الجليد. وعند عودته طارده لابَان، وكان خائفًا من مواجهة أخيه عيسو. ثم كذب عليه أيضًا أولاده، فبعد أن ذبحوا تيسًا من المعزى وغمسوا القميص الملون الذي ليوسف في الدم، أحضروه له قائلين: «وَجَدْنَا هَذَا. حَقِّقْ أَقَمِيصُ ابْنِكَ هُوَ أَمْ لاَ؟ فَتَحَقَّقَهُ وَقَالَ: قَمِيصُ ابْنِي! وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ! افْتُرِسَ يُوسُفُ افْتِرَاسًا! فَمَزَّقَ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ وَوَضَعَ مِسْحًا عَلَى حَقَوَيْهِ وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً». لقد ظل نائحًا ومتألمًا بسبب هذه الكذبة 22 سنة.