رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ ..، فَأَرْسَلَهُ .. لِيَرْعَى خَنَازِيرَ ( لوقا 15: 14 ، 15) ليس قبل أن يبدأ الله بالعمل مع النفس، حتى يكتشف الخاطئ أن كل شيء هنا ما هو إلا «باطلٌ وقبضُ الريح» ( جا 1: 14 ). طوبى لمَن أدرك هذه النقطة، طوبى لمَن «ابتدأ يحتاج»، طوبى لمَن شعر بالفراغ المُوجِع في قلبه، باشتياق في نفسه، وباحتياج في روحه، تفشل أمور هذا العالم وملذات الخطية في إشباعها. فمثل هذا «ليس بعيدًا عن ملكوت الله» ( مر 12: 34 ). ومع ذلك فإن الشعور بالاحتياج هو مجرد اختبار مبدئي، فهناك المزيد من الاختبارات المؤلمة التي لا بد من اجتيازها قبل أن يأتي الخاطي فِعليًا لله. لاحظ أن الابن الضال لم يُقرِّر أن يرجع لأبيه من البداية، بل ذهب أولاً إلى إنسان آخر ليُريحه، فذهب للعمل إذ نقرأ «فأرسله (واحدٍ من أهل تلك الكورة) إلى حقوله ليرعى خنازير». إن بداية الشعور بالاحتياج لا بد أن يقود في البداية إلى يقظة النفس، أو بمعنى آخر يقود إلى إدانة الخطية. وعندما تستيقظ النفس، وتُدان الخطية، ويأتي الوعي بوجود احتياج لم يُسَد بعد، ما الذي لا بد أن يفعله هذا الشخص؟ أن يتجه مباشرة للمُخلِّص. ولكن للأسف عندما يستيقظ ضمير الخاطئ يبدأ في محاولة إصلاح نفسه وفعل الصلاح، والذي يساعده في هذا هو ذهابه إلى رجل المشورة والمساعدة. ولولا نعمة الله المُطلَّقة المُتسلِّطة على الظروف، فإنه لن يمكنه أن يجد المسيحي الحقيقي ذا الفطنة والمعرفة بأمور الله، والذي يدفعه فورًا للبحث في كلمة الله ليكتشف علاج الله، ولكنه سوف يجد مسيحيًا اسميًا، لا يزيد على أن يكون «ِ واحدٍ من أهل تلك الكورة (العالم)»، وعند لجوئه إليه سوف يفعل معه بالضبط كما نقرأ في المَثَل؛ يُرسله لِيرعى خنازِير. وإذا فسَّرنا الكتاب بالكتاب، فالخنازير تُشير للمسيحيين الاسميين، الذين يرتَّدون أخيرًا ( 2بط 2: 20 -22). فالشخص الذي يذهب إليه طالبًا النصيحة، يُخبره بأن ما يحتاجه هو أن يشغِل نفسك بالخدمة. ”اعمل لأجل الرب“، ”انشغل بمساعدة الآخرين“، كل هذا وهو ما زال ميتًا بالذنوب والخطايا! فربما يطلب منه أن يُعلِّم أطفال غير مُخلَّصين في مدارس الأحد، أو أن يكون مسؤولاً عن مجموعة من الشباب (أغلبهم غير مُخلَّصين مثله)، وبالتالي يجعلونه ”يرعى خنازير“. عزيزي: ليتك تتجه مباشرة للمُخلِّص؛ الرب يسوع المسيح. فالطريقُ للخلاصِ بيسوعَ لا سواهْ تُبْ وآمن بهِ تخلُص فتفوزَ بالنجاهْ |
|