كوني صحيحة

[sama smsma]

تنويعات علي اوتار انجيل مرقس
نغمة ١٩ اصحاح ٥
كوني صحيحة
وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،
26 وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيرًا مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئًا، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَال أَرْدَأَ.
27 لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ،
28 لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ».
29 فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ.
30 فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟»
31 فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ: مَنْ لَمَسَنِي؟»
32 وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هذَا.
33 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ.
34 فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».
انا حبيت اخد معجزة نازفة الدم علي بعض و نبقي ناخد ابنة يايرس علي بعض ...
قصة معروفة جدا لكن خلونا ندور في العمق ...
اولا مشكلة هذه المرأة ٣ مشكلات ...جسدية و روحية و اجتماعية
جسدية ...اتناشر سنة تعاني من نزف دم نسائي لا يتوقف و ده يجعلها تعاني من انيميا شديدة و ضعف و هزال و فقد مناعة و بالطبع لم يكن الطب متقدم زي دلوقتي بدليل انها راحت لدكاترة كتير
المشكلة التانية روحية و هي أنها حسب الشريعة نجسه لا تقترب الهيكل و لا تستطيع أن تقدم ذبائح أو تمارس عبادات زي ما جه في سفر لاويين ...طبعا علي الهامش كده المسيحية ما فيهاش نجاسة و احتياج تطهير فالكل صار طاهرا بدم يسوع و ما فيش مثلا سيدة في period ما تصليش أو ما تصومش أو ما تمسكش كتاب مقدس و لو فيه حرص انها ما تتناولش مش للنجاسة لكن لأن الجسد كأنه في حالة عدم استعداد زي ما تاكل متأخر او تشرب بعد نص الليل و تبقي مش جاهز للتناول
المشكلة التالتة العزلة المجتمعية نتيجة انها في الشريعة نجسة فاللي يسلم عليها يتنجس ويحتاج يتطهر في المساء و يغسل ثيابه و اللي تلمسه أو يلمسها حتي سريرها و اشيائها تعتبر نجسة
«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا، أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا، فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ.
26 كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا.
27 وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
28 وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسُبُ، لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ.
29 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.
30 فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ: الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرَ مُحْرَقَةً. وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.
أتصور معايا كده واحدة حياتها متحطمة كده في صحتها و حياتها و عبادتها...اكيد ياس و وجع و الام و حزن ...زاد و غطي مرمطة دكاترة و امل شفاء دائم الانكسار و خلص الموضوع كمان انها افتقرت و خسرت فلوسها في محاولة علاجها ...
ساعات نبقي بننزف اتناشر سنة و محدش حاسس بينا ..!!! اتناشر سنة نفسك تبقي ام و مش قادرة و بتتقطعي!!! اتناشر سنة محدش اتقدم لك و بقياسات البشر انتي في عنوسة و شايفة عينيهم اللي بيشفقوا عليكي و يتمصمصوا صعبانية أن قرفتك وحشة .. و كل ما تحضري فرح تبقي مكسورة ..!!!!اتناشر سنة نكد و خناق ما يبطلش و جوزك ما سمعكيش فيهم كلمة حلوة ..اتناشر سنة انت اخر واحد في البيت محسوس بيه كاب و كزوج ..مجرد مصروف بيت و خزنة للاولاد ..اتناشر سنة لا اب بيحضن و لا ام تصاحب و لا اخ بيسند و لا اخت حنينة ... احساس مرير بغربة و لا حتي صديق يطبطب ...اتناشر سنة في خطية ممرمطاك و كاسرة طهارتك و كاسرة نفسك قدام نفسك و قدام ربنا و لا عارف تعترف و لا عارف تتوب و لا عارف تتناول و لا عارف تصلي ...اتناشر سنة محروم من السلام و الحب و الفرح ...اتناشر سنة بننزف وجع و انين ...اتناشر سنة فارقك فيها اللي بتحبه و كان وليفك في الحياة و سندك و متعلقة بيه نفسك .. يا غادرك للسما و الموت سرقه منك يا خانك و باعك و كسر قلبك ...اتناشر سنة بتسال ربنا كل يوم ما بتاخدنيش ليه و تريحني طالما مش عاوز تحل لي مشكلتي أو تفك أسري أو تشفيني ...
هذه السيدة سمعت عن يسوع .!!! كلنا سمعنا عن يسوع ..الف عظة عن يسوع الف كتاب عن يسوع الف ترنيمة عن يسوع بس السمع عن يسوع ما فيهوش شفاء ..!!!!! لازم تلمس يسوع ...هو ده الحل ...اننا نختبره اختبار شخصي ..و الاختبار بلا حسابات أو قيود ..لا حسبت حتنجس كام واحد في الزحمة لغاية ما تلمسه و لا اصلا حتنجسه لما تلمسه و لا لا ..يمكن علشان كده قالت المس هدب ثوبه فيتنجس توبه بس لكن هو لا علشان كده اتخضت لما سأله مين لمسني كأنها بتقوله هي نجاستي وصلتك ؟!!! ..حست انها لقطة النهاية يا تكون أو ما تكونش..ما حسبتش انها بضعف جسمها و امكانياتها الهزيلة حتعافر ازاي و توصله ...ازاي اروح له بزناي و شري و زبالتي ووساختي ... الناس شايفاني في صورة بس هو اللي عارف الحقيقة و ساترها ...ازاي اصلي و انا مابستحملش خمس دقايق...لكنه قرار الشفاء ...اريد ان اشفي....
اشمعني هدب ثوبه يعني مش كمه مثلا و لا ثوبه و خلاص ؟!!!!!!!
كانوا زمان يحطوا عصابة أو شريط لونه اسمانجوني يعني سماوي علي هدب الثوب أو ديل الجلابية بالبلدي علشان يفكرهم بالشريعة و الالتزام بيها ..ديل الجلابية يجر في الارض لكن العصابة أو الشريط ده بيشاور علي السما و كأنها دعوة عيشوا في الارض و انتوا بتوع السما ... و كان اللي حاطط العصابة دي يفترض فيه أنه تقي و ملتزم بالناموس..علشان كده ببساطتها قالت المس الحتة البركة اللي في لبسه ..زي ما ساعات ببساطة و انا بلف الجمعة العظيمة في الزفة في كنيسة الأنبا شنودة زي ما متعود لسنين الاقي ستات كبار يشدو البطرشيل اللي لابسه كشماس و يبوسوه أو يحطوه علي عينيهم ..مش بيمجدوني انا لا اصلا ما يعرفونيش ... بس هم عارفين أن اللبس ده بتاع الشماس اللي بيقف قدام المذبح و الذبيحة فبياخدوا بركة ..
لمست يسوع ...العجيب يقولك شعر بقوة خرجت منه ...اولا دي تقولك أنه بيعمل المعجزات بقوة تخرج منه كمان تقولك مش اي لمسة تنتزع القوة دي منه ما هو فيه الف واحد مزاحمين و بيلمسوه و يخبطوه كمان و ده اللي جنن التلاميذ لما سألهم مين لمسني.... بس هو كان بيسال عن لمسة خاصة .. دي بالذات خدت قوة ..فيه لمسة كدة تنتزع مراحم الله ..فيه دمعة كده ما يستحملهاش يسوع و يقولك حولي عيناك عني لأنهما قد غلبتاني ...فيه اعتراف كده ما يقدرش فيه ربنا غير يغفر ...فيه كسرة ما ينفعش فيها ربنا غير أنه يقومك من الارض و يسند أو يقع علي عنقك و يقبلك ... فيه بنت كده تعرف تطلع اللي عاوزاه من ابوها ...كتير بيصلوا بس فيه حد بيصلي و ياخد قوة ..علشان كده الكنيسة الملهمة حطت الليتورجيا و قالت لك صلي صلاتك الخاصة بس كمان صلي بالليتورجيا علشان الكنيسة عارفة ازاي تنتزع منه قوة ..
النهاردة كلمة ربنا بتطمنك ...مهما كانت حالتك و حياتك و ظروفك و نزفك...سيجف ينبوع دمك و نزفك ..ستنال شفاء ..ستبرأ..سيمنحك سلام ..سيردك صحيحا و حيخليكي صحيحة ..سيذهب عنك الداء ..الخطية هي داءك ..المرض داءك ..الجوع العاطفي داءك ..الحرمان داءك ..القلق و الاضطراب داءك ..الخوف داءك ..؟!!! كله ده بلمسة منه ستشفي ..ما فيش مشكلة مهما تعظمت جدا حتي اتناشر سنة و ليس لها حل الا عند يسوع ..قم و استجمع قواك و اترمي بين الأرجل لكي تلمس هدب يسوع ... خش في علاقة اللمس و الاختبار مش الفذلكة و الافتخار ..
ياحبيبي قلبي ينزف وقد تراخت قوتي ..
صرت فقيرا موجوعا و اضعت ايامي و سنيني في خطيتي.. الالم قصتي
يا حبيبي و إن لم استطع لمس هدبك لضعفي ..لا تردني بل أشفق ..و اقترب مني فانت الرفيق الأوحد في محنتي ..
فاقصي ما استطيعه أن امد يدي...اكرر ... أقصي ما استطيعه يايسوع لمستي...
نبيل شحاتة