اذا وضعت كل طاقتك في الغضب أو الدموع لن تري جيدا فربما تكون محتاجا لمراجعة نفسك فتخرج الخشبة التي في عينيك قبل القذي التي في عين الاخر ..الغضب يجعل روح الانتقام تسري مثل سرطان ينهش في قلبك و انسانيتك و يجعلك تنسي الخير الذي ربما يوما قدمه من تريد أن تنتقم منه الآن لأنك الان تحت الجراح منه فتكتفي بأن تنظر إلي جراحك و تتناسي الخير و المحبة و تستشيط غضبا و لا تهدأ نفسك فتسجنها و تجد تبريرا تريح بها ضميرك باطلا لافعال متخبطة دون أن تنظر أن ربما جرحك كان رد فعل لنزف انت تسببت فيه و أن استسلمت لدموعك و اشفقت بانانية علي نفسك ربما لا تدرك الحقيقة أنه خلفك ليس بستانيا بل هو يسوع القائم ...تحتاج أن تعيد النظر و تستدعي الذكريات الحلوة لتهدأ ...و تجد منفذا ...نبني الجدران بحجة اننا نتألم و لا نعطي فرصة أن نفكر ربما نكون نحن شركاء اصليين في هذا الالم بل صانعيه ...و نحتاج لتعديل مسارنا قبل أن نطالب بتغيير غيرنا ...نحن جميعنا مرضي نحتاج الي شفاء و إن لم نستطع علينا أن نطلب سامريا يأتي إلينا و يضمد جراحنا التي تجرحنا بها من لصوص الحياة ..الشيطان و الذات و الانا ...فلنبحث عن طبيب يساعدنا في أن نستعيد أنفسنا فالحلول ربما تكون قريبة و لكن في هستيرية غضبنا لا ندركها ...التذمر و الشكوي لن تعطي الا مزيد من الغضب .. أن نتشرنق في ذواتنا و كبريائنا لن يصيبنا إلا السقوط و الخسارة الفادحة ... تذكر الابن الضال خير أبيه فشعر بكم خسارته لبعده عنه حتي لو كان هروبه قائم علي رغبته في مزيد من الحرية وتحقيق الذات التي انتهت بأنه كاد يضيعها لولا شجاعته في تقييم الموقف و رغبته في إصلاح ما أفسده و الحالة المتردية التي صار عليها بين الخنازير و لم يحسب حسابا للعودة فأنشد بنشيد اقوم الان ... وترك الحضن الدافئ لأبيه عند العودة ...
نبيل شحاتة