رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طلبة بإلحاح لا تُستجاب! بولس وشوكته رسول مميَّز، صاحبت قصة تغيُّره ظهورًا خاصًا من الرب له، وكان يكرز ليس فقط بإنجيل الله، بل أيضًا بإنجيل مجد الله (1تي1: 11). كما حظي بأنه اختُطف إلى السماء الثالثة؛ إلى الفردوس، حيث سمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها (2كو12: 4). ولقد أفرد له سفر الأعمال تفاصيل رحلاته التبشيرية الثلاث، والتي فيها نشر المسيحية في أرجاء المسكونة، وإن كان في سبيل ذلك تكبَّد مشاقًا لم يتعرَّض أحد من الرسل لمثلها (2كو11: 23-27). كما تميز كإناء للوحي بأن كتب هو وحده 14 رسالة! نعم لقد كان حقًّا: «إناء مختار» (أع9: 15)، ولكنه كان يُعاني من شوكة في الجسد! والعبرة ليس في طبيعة الشوكة، بل كونها أمرًا يُزعج الرسول، لدرجة أنه طلب من الرب ثلاث مرَّات أن يُخلّصه منها. أيمكن أن يسمح الرب لرسول مثل هذا بشوكة؟! أليست خدمته ستكون أكثر قوة وفاعلية بدون هذه الشوكة؟ أليس صحته الجيدة تكون مُصَادَقة من الرب لخدمته؟ أ لم يَشفِ هو نفسه أناسًا كثيرين، فكيف لم يستطع أن يشفي نفسه؟ ثمَّ لقد طلب من الرب بالتحديد أن يرفع عنه هذه الشوكة، أ لم يَعِدَ الرب بالاستجابة لمن يطلبه (مت7: 7)؟ هل الرب لا يبالي بطِلبة رسوله المُلِحة والتي طلبها ثلاث مرَّات؟ بل إنَّ حيرَتِنَا تزداد عندما تأتي إجابة من الرب غير متوقعة، مفادها: إنه لن يرفع الشوكة!! وإن أعطاه وعدًا عجيبًا: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». وكم نُبهر ونُعجب برد فعل رسولنا المغبوط، إذ نسمعه يقول بعد ذلك مباشرة: «فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ»، وإذ يُدرك أبعاد وقوة كلمات الرب يستطرد قائلاً: «لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» (2كو12: 1-10). إن الرسول الذي كان منزعجًا من الشوكة، نجده يرحب بالمزيد من الضعفات والضرورات والضيقات وغيرها؟! كيف حدث ذلك؟ وكيف انتفى كل تساؤل وحيرة؟ بل كيف صار هناك ترحيب بمزيد من المتاعب والمصاعب؟ الإجابة هي كلمات الرب اليقينية: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي». نعم، في نعمة الرب الكفاية والتعويض عن كل ما نتعرَّض له. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طلبة جميلة طلبها الرسول بولس |
الفهم كانت هذه طلبة الرسول بولس لابنه تيموثاوس |
للصلاة شروط لكي تُستجاب |
كيرياليسون يا الله ارحمنا طلبة ختام التسبحة للشماس بولس ملاك |
بعض الدعوات الجميلة لا تُستجاب |